الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ميقاتي يحشر البرلمان بموضوع طرح الثقة مع علمه ان الحكومة غير قابلة للسقوط

في خطوة مفاجئة اطلق رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بالونا اختباريا في جلسة مجلس النواب التشريعية الاخيرة حين طلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري تحويل الجلسة التشريعية الى جلسة مناقشة عامة لطرح الثقة في حكومته، هذا الامر يؤكد انزعاج رئيس الحكومة للمسار السياسي في البلد في ظل عدم تمكن حكومته من تقديم اي انجازات مع استمرار الخلافات السياسية الداخلية وتعطيل جلساتها لأشهر غير قليلة خصوصا ان عمرها محدود ومهامها محددة، وفي خطوته هذه اراد الرئيس ميقاتي حشر المجلس النيابي رغم علمه ان موضوع طرح الثقة غير ممكن راهنا لا سيما اننا اصبحنا على مسافة لا تزيد عن شهر ونصف الشهر عن موعد الاستحقاق النيابي المقرر في منتصف ايار المقبل.

مصادر نيابية اعتبرت عبر “صوت بيروت انترناشونال” انه في الوقت الذي لم تسجل فيه للحكومة اي انجازات تُذكر حتى اليوم ان كان اقتصاديا او اجتماعيا باستثناء تحويل مشروع الموازنة الى المجلس النيابي والذي لا يزال يُدرس من قبل اللجان النيابية، وجد الرئيس ميقاتي نفسه محشورا خصوصا مع سقوط مشروع “الكابيتال كونترول” بضربة قاضية في اللجان النيابية يوم الاثنين الماضي وهو كان يأمل إقراره بالتزامن مع زيارة وفد الصندوق الذي يعتبره مطلبا اساسيا تمهيدا للتوقيع المبدئي معه، كما ان خطة التعافي المزمع انجازها لم تُجهز بعد، اضافة الى انه محرج في موضوع طلب رفع الدعاوى على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لذلك قرر بدوره حشر المجلس النيابي بموضوع طرح الثقة مع علمه انه لا يمكن لاحد من النواب تحمل مسؤولية اسقاط الحكومة في هذه المرحلة التي تسبق اجراء الانتخابات بأسابيع قليلة.

كما تستبعد المصادر اقرار مشروع “الكابيتال كونترول” في المجلس النيابي الراهن رغم ادخال مجلس الوزراء بعض التعديلات الطفيفة عليه لاعتبارات شعبوية انتخابية في ظل التحضيرات من قبل النواب لحملاتهم الانتخابية .

من هنا، فإن المصادر تجزم بأن موضوع استقالة الحكومة غير مطروح حاليا ولا مستقبلا لان الرئيس ميقاتي ورغم كل العراقيل التي تعترض عمل حكومته لن يتجرأ للقيام بهذه الخطوة وهو الحريف بتدوير الزوايا من اجل استكمال المهمة الاساسية للحكومة وهي اجراء الانتخابات النيابية.

وعن الية طرح الثقة بالحكومة سأل” صوت بيروت انترناشيونال” الخبير الدستوري والرئيس السابق للمجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان عن هذا الامر فقال: “يمكن لرئيس مجلس الوزراء ان يطرح الثقة في حكومته حين يرى ان هناك معارضة نيابية على مشروع معييّن تقدمت به الحكومة وتعتبره ضروري لاستمرار عملها عندها يمكنه طلب طرح الثقة لإحراج النواب لانه في حال حجبها تسقط الحكومة ولهذا الامر مفاعيل سيئة خاصة في الظرف الحالي وهذا ما اراد ان يقوم به الرئيس ميقاتي، لذلك اعلن الرئيس بري ان هذه الجلسة هي تشريعية وغير مخصصة للمناقشة العامة لسياسة الحكومة، ويعتبر سليمان ان طرح الثقة بالحكومة يمكن حصوله ايضا في حال طلب احد اعضاء المجلس النيابي توجيه سؤال محدد للحكومة حول موضوع معييّن وخلال مهلة محددة للإجابة عليه حسب النظام الداخلي لمجلس النواب، ولكن في حال لم يقتنع النائب برد الحكومة يمكنه تحويل السؤال الى استجواب في جلسة عامة لمناقشة سياسة الحكومة وعندها يمكن انتهاء الجلسة بطرح الثقة بالحكومة ام لا، لذلك يرى الدكتور سليمان ان هذا موضوع مرتبط بالوضع السياسي، بحيث اذا طلب رئيس الحكومة طرح الثقة وجدد النواب منحها تخرج قوية.

وفي المحصلة، فإن ما قام به الرئيس ميقاتي كان حركة ذكية وهو متأكد من ان الجميع بحاجة لبقاء هذه الحكومة لذلك فما حصل في المجلس النيابي دستوري ولكن مضمونه سياسي.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال