الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نعم ... فضاء الإعلام يتسع والبقاء للأقوى

في كل مرة يظهر فيها موقعٌ إخباري جديد أو صحيفة جديدة او محطة إذاعية جديدة او تلفزيون جديد ، في لبنان ، يُطرَح سؤال : وهل يحتمل فضاء الإعلام اللبناني وسيلة إعلام جديدة ؟

منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ، بالتزامن مع انتهاء الحرب ، كانت في لبنان عشرات الصحف والمجلات ، و ” غابة ” من محطات التلفزة والإذاعة ، وكان التداخل والتشويش بين موجاتها يجعل مشاهدتها او الإستماع عليها محفوفًا بالإزعاج . وصل عدد محطات التلفزة إلى ما يفوق الاربعين محطة ، بالتأكيد لم تكن تغطي كل لبنان ، بل كانت لكل دسكرة محطتها ، إلى ان جاء قانون المرئي والمسموع فخفّض عددها إلى أقل من عدد أصابع اليد الواحدة .

في ذلك الحين ، كان انتشار الصحف والمجلات أكثر عراقة ، وأعمق تأثيرًا .

نحن هنا نتحدث عن عشرات الصحف والمجلات باللغات الثلاث ، العربية والفرنسية والإنكليزية وحتى الارمنية ، ففي اللغة العربية كانت هناك صحف النهار والسفير والديار والانوار واللواء والمستقبل والشرق والاخبار ونداء الوطن والإتحاد والبلد والجمهورية والبيرق ، وفي اللغة الفرنسية كانت هناك ” لوريون لو جور ” وفي اللغة الانكليزية كانت هناك ” الدايلي ستار”.

ما شاء الله ، عشرون صحيفة كانت تصدر صباح كل يوم في لبنان، ولم يكن هذا العدد من الصحف يصدر في اي دولة عربية ، هذا بالإضافة إلى المجلات الاسبوعية التي فاق عددها عدد الصحف .

في كل مرة تصدر فيه صحيفة جديدة ، كان يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: وهل يحتمل لبنان بعد صحيفة جديدة ؟ وقبل ان يأتي الجواب تكون صحيفة جديدة أخرى قد صدرت .

مع انتشار الأنترنت ، بدأ ” تسونامي ” المواقع الألكترونية الإخبارية يزحف ، والمفارقة هنا ان انتشار المواقع الالكترونية تزامن مع انحسار الصحافة المكتوبة الورقية ، فمن أصل عشرين صحيفة ورقية ، مازال يصدر سبع صحف إي ثلث العدد .

لا شك أن الإنخفاض أو الإنهيار مريع ، ليس سهلا ان تختفي ثلاث عشرة صحيفة ، وبعضها من كبريات الصحف العريقة ، وباللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية ، اما الاسباب فمتعددة ومن ابرزها المنافسة التي سببتها لها المواقع الالكترونية ، واصبح التحدي ليس بين الصحف والمواقع بل بين المواقع بعضها ببعض .

اليوم ، هناك عشرات المواقع الإخبارية ، ما يعيد طرح السؤال :

هل ما زال فضاء الإعلام اللبناني يتسع ل ” صوت ” جديد او موقع إخباري جديد ؟

بالإستناد إلى تجربة حقبة الثلاثين سنة الأخيرة ، منذ تسعينيات القرن الماضي، كانت المزاحمة على أشدها ، لكن لم يكن في وسع اي وسيلة ، سواء اكانت تلفزيونًا او إذاعةً او صحيفة او مجلة ،إلغاء غيرها ، كل ما كان يجري هو التنافس على الصدارة ، اما المقصِّر فيسقط من تلقاء نفسه على الطريق بعد ان يفقد إما المبيع وإما الإشتراكات وإما الإعلانات ، وإما الثلاثة معًا،فيكون البقاء للأقوى .

اليوم يعيد التاريخ نفسه مع المواقع الالكترونية : نعم فضاء الإعلام اللبناني يتسع لمواقع جديدة ولكن البقاء للأقوى لكن الأقوى ليس على طريقة ” بيي اقوى من بيك ” بل الاقوى في الموضوعية والصدقية والجرأة وعدم المسايرة . وليتذكّر كل موقع الحقيقة المهنية التالية : القارئ اذكى من الكاتب ، يعرف بسرعة خبر المسايرة وخبر التملق والخبر المنقوص والخبر المجتزأ والخبر المشوَّه والمشوِّه ، وبسرعة يلفظ مثل هذا النوع من الأخبار والمواقع .