الأثنين 19 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نقطة جديدة على سطر التحقيق في تفجير مرفأ بيروت

إن القاضي سهيل عبود‬⁩ بات هدفاً مباشراً لعصابات السياسة في لبنان، ولكون الرجل الهادئ والمتماسك ونظيف الكفّ – بحسب البعض – ومنذ بدايات انخراطه في السلك لم يتراجع ولم ينحدر لمستوى الموظف الجبان وما أكثرهم في جمهورية الميليشيا، فإن التصويب عليه اليوم في لبنان ما هو إلا إنتقام من الرؤوس التي لا تخضع والتي تمارس وظيفتها بكِبَر وشموخ ونقطة على السطر الخاص بملف التحقيق بتفجير مرفأ بيروت توضع من جديد.

وربما وحده التحقيق الدولي في ⁧‫انفجار مرفأ بيروت‬⁩ سيُعيد تصويب ملف القضية الى مساراتها القانونية خاصة وأن الأسماء المطلوب مثولها أمام المحقق العدلي لن تجد عندها فرصة للتلاعب والتحايل على القانون، لكن من المهم تلكأ هؤلاء الفاسدين المقنعين بحصانات زائفة، فمهما تظلّلوا بحماية عباءات مسلحة ستلاحقهم لعنة أرواح الضحايا أينما حلوا، لأنهم مساهمون بشكل مباشر في طمس الحقائق.

وحين يكون الطعن مصيدة لإدخال إستحقاق الانتخابات في نفق مظلم ومقفل الحدود، أي بمعنى آخر أن يُنسف الموعد الى آجل غير محدود خاصة وأن فريق الخندق الإيراني محشور ومزوْرَك، فإن التحقيق بملف المرفأ سيكون على طاولة المساومات، ولعل فريق إيران في لبنان ليس بأفضل أيامه الشعبية، فلماذا يخسر ما يحوز عليه من سلطة؟ ولن تحصل الإنتخابات ما لم تذلل العقبات التي يراها الفاسدون في لبنان حجر عثرة في سبيل تكريس سلطتهم.

وصحيح ان نواب الطعن واللمز والغمز في لبنان، عيونهم على الإنتخابات، لكنهم لجأوا الى وسيلة مُتاحة لهم قانونًا وهم بخطوتهم هذه التي يعطلون بها التحقيق، يلعبون بالنار وهم يشبهون النواب والوزراء الذين لجأوا الى وسائل قانونية للإطاحة بكل إستحقاق

وان الاستمرار بمساندة الرئيس عون بسبب أو بدون سبب في غياب دور فعّال له لإنقاذ لبنان و تحريره من الاحتلال الايراني، يعرّض الطائفة التي يدعي عون تمثيلها الى الخطر و المحاسبة امام التاريخ، ففي زمن ايران في لبنان و المنطقة، تخلى عون عن استقلال لبنان، وبات بيدقاً بيد حزب الله من أجل التعطيل و العرقلة فقط، والذي يتخلّى مرّة عن استقلال لبنان سيتخلّى عن ذلك كل مرة، ولبنان اليوم في ازمة وطنيّة تتجاوز السياسة و الانتخابات والدستور يقول: لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه عربي الهوية والانتماء، بينما يقول زعيم حزب الله: انا جندي في ولاية الفقيه.

وما لم يدافع احد عن الدستور، اي عن نهائية الكيان و عروبته، فعبثاً سيتم البحث عن حلول أخرى، ومع ارتفاع لسعر الدواء والاستشفاء ومع ارتفاع اسعار البنزين و المازوت ومع شحّ العملة و النقود.

لماذا لا ينتفض لبنان في الشارع؟ لماذا تنفق الأموال من الخارج لدعم هذا وذاك من جمعيات و اطر جديدة ولا تنظّم الجمعيات والاطر انتفاضة شعبيّة؟ فالاحزاب تراهن على الانتخابات فقط .