الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل "يطفح الكيل".. ليومٍ واحد؟

ليس مفاجئًا أن يعود الناس إلى الشارع، وان نشهد مجددًا قطعُ طرقات، فالناس لم يروا من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي سوى النكسات والإنتكاسات، وكأن الشعار الذي أطلقته، “معًا للإنقاذ”، سقط من جيب الرئيس ميقاتي بين بعبدا والسرايا، فليس هناك
“معًا”، بل كل وزير “فاتح على حسابو”، وليس هناك “إنقاذ” بل مزيد من الغرق في وحول الازمة ومستنقعها.

بهذا المعنى تُصبح العودة إلى الشارع مشروعة، فالناس لم يعد لديهم ما يسدُّون به جوع اطفالهمن والصمتُ في هذه الحال جريمة.

لكن هل هناك مَن يحاول استغلال الشارع للتصويب في اتجاه اهداف سياسية؟

من خلال التدقيق، يتبيَّن ما يلي:

الصراع بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، العاجز عن دعوة مجلس الوزراء إلى الإنعقاد، وبين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، العاجز عن تشكيل الحكومة على مدى ثلاثة عشر شهرًا، لم يخرج إلى العلن، لألف سبب وسبب، لكن هذا الصراع بقي نارًا تحت الرماد.
مع دخول البلاد في “المجال العمَلي” للإنتخابات النيابية، بدأت محاولات “شحذ الهمم” و”شدّ العصب”، في محاولةٍ لتعويض الخسائر المتراكمة ولاسيما لدى “تيار المستقبل”، فكان القرار والخيار من المكان الأقل كلفة على تيار المستقبل: الشارع.
ففي رصدٍ لِما اصدره إعلام “تيار المستقبل”، يمكن تتبُّع ما يلي:

العنوان الاول : “إثنين الغضب” انطلق.

العنوان الثاني: المكتب التربوي في “المستقبل” يدعو للإضراب المفتوح: طفح الكيل!

من خلال هذين العنوانين، يمكن استخلاص ان الرئيس سعد الحريري اتخذ قراره بمواجهة الرئيس نجيب ميقاتي، فكان تحريك الشارع في وجهه، او على الأقل محاولة “تبنِّي”، الشارع.

لكن الشارع أكبر من ان يتمكَّن فريقٌ واحد من تحريكه او تبنيه، خصوصًا من فريق كان في السلطة مترئسًا اكثر من حكومة، لم تكن على قَدْرِ تطلعات الناس الذين اسقطوا إحداها في ثورة 17 تشرين 2019. فالرئيس الحريري الذي خرج من “باب” الشارع، يحاول العودة من “نافذة” الشارع، مستفيدًا من غضب الناس.

لكن فات الرئيس الحريري ان هذا الغضب إندلع على ايام حكومته، فكيف يكون الدواء هو الداء؟

ثم ان مواجهة حكومة الرئيس ميقاتي منطقية، ولكن من باب اولى مواجهة حزب الله بالوتيرة نفسها، لأنه الطرف القادر على التعطيل، والذي يعطِّل عمليًا، فيما الرئيس ميقاتي يرضخ، وفي احتساب المتسبِّبين بالضرر: المعطِّل والراضخ يقفان عند المستوى ذاته.

اتركوا الشارع يتفاعل مع مطالبه المحقَّة، فهو لا يحتاج إلى استفاقاتكم الموسمية.