الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

وجود بهاء الحريري اصبح واقعا اساسيا تغيّيريا على الساحة السياسية

على بعد امتار قليلة من مكان الانفجار المروع في مرفأ بيروت في الرابع من اب 2020 اطلقت حركة “سوا للبنان” من “الفوروم دي بيروت”خطتها الوطنية للنهوض بلبنان من اجل تحقيق التغيير الحقيقي برعاية الشيخ بهاء رفيق الحريري وحضور ممثله السياسي صافي كالو وعدد كبير من الشخصيات.
هذا الاحتفال الذي لم يكن عاديا لا من حيث المكان ولا الزمان رسم خارطة جديدة للبنان المستقبل وهو جاء عشية الانتخابات النيابية واعلان اللوائح، مع العلم ان حركة “سوا للبنان” لم تعلن عن مرشحين لها، ولكنها كما اصبح معلوما ستخوض الانتخابات النيابية من خلال دعمها لكل القوى التغيّيرية الحقيقية في كل المناطق اللبنانية من اجل اعادة بناء دولة المؤسسات بكافة مفاصلها.
وما اكده راعي الاحتفال بهاء الحريري من مواقف وطنية واضحة يعكس بشكل واضح دور هذه الحركة الذي يريدها ان تكون مختلفة عن التيارات والحركات السياسية الموجودة على الارض، وهو يشدد على ان الحركة هي عابرة للطوائف و يريدها ان تكون مثالا يحتذي به بالاصلاح والشفافية لبناء وطن يعمل من اجل الجميع ، لا سيما ان مبادىء “سوا للبنان” تتماشى مع تطلعات المجتمع الدولي وشركاء لبنان وحلفائه من مجلس التعاون الخليجي والبلدان العربية والرامية لاعادة نمو وازدهار ببلدنا كما يراها.
من هنا، فإن اطلالة الحريري تؤكد ان وجوده على الساحة السياسية اصبح واقعا جديا ساعيا للعمل لتغييّر السياسات والشخصيات الذين قادوا البلاد نحو الهاوية، وهذا الامر يعطي املا ودفعا للاجيال القادمة بأن هناك من يحاكي تطلعاتهم وامنياتهم بالبقاء في لبنان، خصوصا ان خطابه يشبههم .
ومن يستمع الى ما يقوله الابن البكر للشهيد رفيق الحريري يتأكد من ان مسيرة الاب ستستمر رغم العراقيل والصعاب التي يمكن ان تواجهها، خصوصا ان بناء البشر قبل الحجر ليس بالامر السهل في ظل ظروف مأساوية وصعبة وهي تفتقد حاليا لادنى المقومات الاساسية، واعادة لبنان لان يلعب دوره الريادي الطبيعي ليس بالمهمة السهلة خصوصا في ظل وجود مجموعة من اللبنانيين تعمل لاغراق لبنان في الوحول الاقليمية والدولية ولديها اجندات خارجية لا تشبه البلد ولا شعبه، وتعتبر ان بقوة السلاح يمكنها السيطرة على لبنان وتغيّير وجهه الثقافي والحضاري.
لذلك فإن المطلوب التكاتف والتضامن حول رؤية الشيخ بهاء لتصبح اكثر شمولية وانتشار، والامتحان الاول لذلك هو في صناديق الانتخابات النيابية المقبلة والتي يجب ان تكون نقطة تحول اساسية من مسيرة الانهيار نحو مسيرة النهوض والبناء.
فالواجب الوطني يحتم على كل فرد الاقتراع بكثافة لاختيار اي مستقبل يريد، خصوصا ان المنظومة الراهنة حكمت البلد وتحكمت فيه لسنوات وسنوات وادت الى وصوله لجهنم.
ولكن يبقى التحدي الكبير للشيخ بهاء الحريري وحركته سيكون مدى قدرتهما على منافسة الاحزاب والتيارات المتحكمة بالبلاد والعباد منذ سنوات ، لا سيما ان قوى الثورة والتغيّير لم تستطع في معظم الدوائر ان تتوحد في لوائح محددة وهذا امر خطير قد يعيد الامور الى نقطة الصفر.