الأربعاء 14 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

وزير الداخلية محمد فهمي يكشّر عن أنيابه منفّذاً أمر "حزب الله"

تحت جناح الظلام، هاجمت القوى الامنية خيم الثوار في ساحة الشهداء ورياض الصلح، سوتها ارضاً بحجة منع التجول والتجمعات، مستغلة فيروس كورونا والخوف من انتشاره في لبنان.

امتعاض السلطة من الثورة لاسيما “حزب الله” الحاكم الفعلي للبنان ظهر منذ اليوم لنزول الثوار الى الشارع والمطالبة بتغيير الطبقة الحاكمة واسترداد الاموال المنهوبة ومحاكمة الفاسدين، حيث اطلق حينها نصر الله لاءاته الشهيرة” لا لإسقاط العهد، ولا للانتخابات النيابية المبكرة، ولا نؤيد إسقاط الحكومة”، وذلك لانه يعتبر نفسه هو الدولة وليس فقط دويلة ضمنها، فحزب الله يهيمن على القرارات السياسية وعلى قرار السلم والحرب وعلى القضاء المدني والعسكري، باختصارعلى كل مفاصل الدولة، لذلك يريد بقاء الوضع على حاله، من هنا ارسل عناصر من ميليشاته وزعران “حركة امل” لقمع الثوار واحراق خيمهم عدة مرات، على مرآى من القوى الامنية التي لم تلق القبض على اي من العابثين بالامن، ولم تتعرض لهم بالضرب بالعصي والهروات كما تفعل مع الثوار السلميين، الذين تفننت في تفريقهم وتوقيفهم بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.

كان بامكان وزير الداخلية تفادي الممارسات القمعية والطلب الى المتواجدين في الخيم اخلائها بشكل هادىء الا انه فضل التكشير عن انيابه ليوضح لاحقا في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي جدد فيه تأييده المطالب المعيشية المحقة للحراك السلمي، مؤكداً “ان ما قام به لجهة تعقيم الخيم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح الأسبوع الفائت أتى في إطار حماية المتظاهرين السلميين من خطر فيروس كورونا وكبادرة حسن نيّة تجاههم”، واشار إلى “ان في ظل ازدياد التعديات على الأملاك الخاصة وعلى المارة في المكان، وكان آخرها إشكال حصل مع احد سفراء الدول الأجنبية اضطرت القوى الأمنية إلى العمل على إزالة الخيم”… كلام للتغطية على تنفيذه قرار الحزب بانهاء مظاهر الثورة في الساحات.

غطاء السياسيين للعنف الذي مارسته القوى الامنية ضد الثوار ظهر بشكل واضح في تصريحاتهم، بدءاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال حينها سعد الحريري، الذي تساءل أين الجيش؟” في تعليقه على ما جرى في شارع الحمراء ضد المصارف، وهو سؤال يحمل في طياته عتباً على المؤسسة العسكرية يصل الى اتهامها بالتقصير والتقاعس، كما دان رئيس مجلس النواب نبيه بري ما حصل معتبرا اياه امراً غير مقبولا، قائلاً” كأن هناك شيء مقصود ومستهدف من أناسٍ غير معروفين، هل المطلوب تدمير البلد، وما حصل شيء لا يصدق، حقيقةً إذا كان الحراك بهذا الشكل “لا مش حراك وليس ثورة”. في حين قال النائب السابق وليد جنبلاط “شارع الحمراء هو جوهرة التعايش وملتقى الأندية الثقافية ومنطلق المقاومة الوطنية وفيه بقي تراث بيروت الأساسي، واستنكر ما حدث تحت حجة المصارف”.

قرار وزير الداخلية ومن خلفه “حزب الله” هدفه ترهيب الثوار المصرين على البقاء في الساحات على الرغم مما يمر به لبنان، الا ان ذلك لن يزدهم الا قوة وصلابة على متابعة طريقهم حتى تحقيق كل الاهداف، وهم يؤكدون انهم عائدون بعد الازمة، فالثورة لا تبقيها خيمة ولاتعلن نهايتها ازالتها.