طوال العقود الماضية برر حزب الله احتفاظه بالسلاح خارج إطار الدولة اللبنانية بمزاعم المقاومة ورفضه الانخراط في التفاوض مع إسرائيل.
ولا يمر أي قرار للدولة اللبنانية التي احتل قرارها حزب الله، وخصوصاً التفاوض مع إسرائيل إلا بضوء أخضر من حزب الله ومن خلفه طهران.
وتصدرت اخبار ترسيم الحدود في لبنان بالانتقادات لموقف مليشيا حزب الله التي قادت البلاد لـ”خراب اقتصادي” لينتهي بها الحال بقبول التفاوض.
ويسعى لبنان للحصول على مساعدات دولية لمواجهة أعنف أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية لكن بقاء حزب الله في السلطة يعرقل الأمر، فيما تتزايد الدول الأوروبية التي تصنف المليشيا الوالية لإيران كتنظيم إرهابي.
ويخوض لبنان نزاعا مع إسرائيل على منطقة في البحر المتوسط، تبلغ نحو 860 كم مربع، تعرف بالمنطقة رقم 9 الغنية بالنفط والغاز، وأعلنت بيروت في كانون الثاني 2016، إطلاق أول جولة تراخيص للتنقيب فيها.
ولم تشهد حدود لبنان وإسرائيل البحرية نزاعات عسكرية على غرار الحدود البرية، إذ يسيطر “حزب الله” على منطقة جنوب لبنان المحاذية لإسرائيل، وبين الحين والآخر تحدث توترات، بسبب “محاولات مقاتلي الحزب اختراق الحدود” حسب وصف إسرائيل.
وتثير الخطوة تساؤلات، بشأن دلالتها من جهة اعتراف لبنان بإسرائيل، وإمكانية نزع سلاح حزب الله، وارتباط الخطوة بتطبيع الإمارات والبحرين والحديث عن مفاوضات سرية لتطبيع سوريا، إضافة إلى أسباب حرص واشنطن على الاتفاق في هذا التوقيت.
ويقدر إجمالي حجم الاحتياطيات البحرية اللبنانية من النفط بـ865 مليون برميل، ومن الغاز 96 تريليون قدم مكعبة.
ويعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة، تفاقمها الاضطرابات السياسية التي تعصف بالبلاد، وبلغ إجمالي الدين العام 86.2 مليار دولار في الربع الأول من 2019، وفق أرقام رسمية.
ويذكر ان مجلس الأمن تبنى القرار 1701، في 11 آب 2006، الداعي إلى وقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل.
وبعد تشكيل اللجنة المفاوضة مع إسرائيل، لا بد من طرح السؤال الآتي: هل يقبل حزب الله بنتائج هذه المفاوضات تحت ضغط العقوبات الاميركية؟