الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

‏"المشهد اليوم": "الفجع" أطاح بالتشكيل وأهل الحكم "ما عم يشبعوا"‏

بين اليوم الاثنين والخميس المقبل، ايام قليلة فاصلة عن مضي اسبوعين ‏على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، وسط اسئلة، ‏واستفهامات، تكاد تعيد اجواء التفاؤل، التي تولدت عن التكليف ‏والاتجاه المتسارع للتأليف الى عام الى الوراء، وربما اكثر، ضمن ‏استعادة غير مشجعة لتجربة التعاون او التفاهم بين الرئيس الحريري ‏ورئيس كتلة لبنان القوي النائب جبران باسيل.

وعلى وَقع اصطدام عملية تأليف الحكومة بمجموعة من التعقيدات التي ‏خيّبت الآمال التي تعاظمت بولادة حكومية وشيكة مطلع هذا الاسبوع، ‏يبدو انّ لبنان خسر فرصة ثمينة بعدم استفادته من زخم المبادرة ‏الفرنسية في الوقت المناسب، وفقد الاولوية في أجندة الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون الذي اصيب بخيبة أمل من فشل القوى السياسية ‏اللبنانية في التقاط لحظة دولية إقليمية مؤاتية للحصول على مساعدات ‏يحتاج اللبنانيون إليها حاجة ماسة.

ووفقاً للمعطيات الواردة، عادت الأمور إلى مربع تجاذب المغانم على ‏مذبح التأليف. فالسكوت الذي كان بالأمس علامة رضى وإيجابية على ‏المضمار الحكومي، أضحى اليوم من علامات النكسة والسلبية، إذ ان ‏اللعبة عادت إلى مربع فرض الشروط على طاولة النأليف “ما جعل ‏ولادة الحكومة أسيرة رغبات المتحاصصين وفرملت تصاعد الدخان ‏الأبيض التي اصطدمت خلال الأيام الأخيرة “بمحاولات ومناورات ‏متجددة تهدف في الجوهر إلى تطويع الطابع التخصصي لتشكيلته ‏وتفريغه من مضمونه عبر جملة مطالب وشروط استيزارية رامية إلى ‏توسيع التركيبة الحكومية لتمثيل مختلف مكونات الأكثرية الحاكمة”.‏

وفي الحد الأدنى لا حكومة قبل فجر الأربعاء وفي الحد الأقصى قد ‏يكون مسار تأليف الحكومة منزلقا نحو ازمة مفتوحة وقد يكون ‏الاحتمال الثاني هو الأرجح. هذه الخلاصة الخاطفة تختصر الجمود ‏الحاصل منذ ثلاثة أيام، ما يعني ان رئيس “التيار الوطني الحر” ‏النائب جبران باسيل انقلب على اكثر من 75 في المئة من بنود ‏التوافق الذي كان يجري استكماله بين رئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون‏.

ويبدو ان باسيل نجح مجدداً في إطاحته واضعاً موقع رئيس الجمهورية ‏مرة جديدة في مكان شديد الحرج ومهددا بتعطيل مسار تأليف الحكومة ‏الجديدة المنتظرة‏.