إن الرسائل الدقيقة التي وجهها البطريرك الراعي زرعت القلق في نفوس أعداء السيادة والحرية والاستقلال ، و مخازن بكركي الوطنية مليئة بـ المفاجآت الكفيلة بتأمين الحماية المطلوبة للكيان اللبناني و ردع المتطاولين عليه
وتلك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع ، فقد ولّى زمن الصفقات والتسويات ورموزهما ، وجاء زمن تحرير القرار والمؤسسات ، فلبنان لا يعاني فقط ، إنما لبنان دخل مرحلة صعبة من الإنهيار الإقتصادي والسقوط السياسي المدوي
ودخول الرئاسة الفرنسية على الخط ، وتحميلها جبران باسيل مسوولية تعطيل تشكيل الحكومة في لبنان ، أمر يتم أخذه على محمل الجد في الأوساط الدولية ، فالرائج الآن من الأخبار الآن بأن فرنسا تولت ملف لبنان بالتوافق مع بايدن
ومهما يكن من أمر فإن الدور السلبي لعملاء إيران في لبنان ، هو الدور الذي يمثل العقبة الرئيسية في تقدم أي ملف لمصلحة الشعب في لبنان ، فهؤلاء باتوا يمارسون التعطيل بطريقة علنية وحيال كل شيء ، و طبيعة الأمر الذي يتلقونه من طهران ، مرتبط بمناخ التفاوض الأمريكي الإيراني المرتقب
ولعل كلام البطريرك في ظاهره كلام بسيط ، وكلام خطير في الوقت نفسه ،فالجمل القصيرة رسائل مباشرة تضيء حيث يجب ، وتؤلم حيث ينبغي ، وتحرّض حين تشعر الكنيسة أنّ الهمة الوطنية فترت بتراكم النكسات والخيبات المتتالية
ومن يتهم بكركي بالخيانة يتوجب القول له : الف خائن كالبطريرك الراعي بمواقفه الاخيرة والمشرفة ، ولا مرة وطنياً على شاكلة عمائم الصدفة والامية الوطنية من جماعة حرب الله الذين رهنوا بلادهم لـ المحتل الإيراني ، فالراعي أشرف منهم و مواقفه تشهد له
ولعل صوت البطريرك الراعي بدأ يجد صداه العربيّ والعالمي ، باسم أغلبية شعب لبنان ، التي لا تملك أيّ مشروع احتراب أهلي ، بل تتطلع وبقوة إلى بنيان وطني واحد يتسع للجميع ، وينطلق في الوقت نفسه بهم نحو استعادة حقيقية لـ الجانب المُشرق من التجربة
اللبنانية المعاصرة
وعربياً قد تبقى الراعي الدعوة من دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي هي كدعوة ينبغي أن تُترجَم زيارةً قريبة ، وعساها تكون فاتحة واضحة لحوار حول وحدة الكيان في لبنان والحياد الإقليمي ، وتدعيم الشرعية من باب وضع مزارع شبعا والحدود البحرية على طاولة البحث الجِدّي والحاسم سريعاً
فهناك من يعتبر ان الأزمة بلبنان ازمة نظام و من يرى أنها ازمة تمثيل او ازمة فساد و سوء ادارة الأزمة ، وكل هذا لا يكفي ، انما هي أزمة استقلال و المطلوب هو تحرير السلطة من سلاح ميليشيات حزب الله
ورفع الوصاية الايرانية عن لبنان ، بل وتنفيذ الدستور و التصدّي للانقلاب على وثيقة الوفاق و قرارات الشرعية الدولية ، بشكل سريع ، يبرهن على تعافي لبنان من هذا الوضع الخطير المشار إليه ، والذي تسبب بهلاك الكثيريين .