الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بري يحرج النواب ويرمي كرة انتخاب الرئيس في ملعبهم

في خطوة مفاجئة، حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية التي مضى من عمرها قرابة الشهر، خطوة بري اربكت الكتل النيابية والنواب الذين كانوا لا يزالون في طور التشاور بأسماء المرشحين وتوجهاتهم، وقضت باستنفار شامل وطارئ لأعضاء المجلس النيابي حيث تكثفت الاتصالات والاجتماعات خلال الساعات الماضية لتحديد المواقف من هذه الدعوة التي أدت الى احراجهم.

وبانتظار ما سيسفر عن جلسة اليوم من نتائج، فإن مصادر وزارية قريبة من رئيس مجلس النواب اعتبرت عبر “صوت بيروت انترناشيونال” ان دعوة بري تؤكد انه لاعب سياسي من الدرجة الأولى، وفي خطوته هذه يكون قد رمى الكرة في ملعب النواب ووضعهم امام مسؤولياتهم ، خصوصا انه ليس في وارد مخالفة الدستور ولا في موضع الاستماع الى انتقادات، ولن يقبل بمزايدة احد على حرصه لتنفيذ احكام الدستور في الوقت الذي تشخص فيه الأنظار المحلية والدولية الى لبنان من خلال احترامه لمواعيد استحقاقاته وتنفيذ تعهداته.

وتلفت المصادر الى ان تأمين النصاب في جلسة اليوم وانتخاب رئيس للجمهورية بات بيد النواب انفسهم، بعد قيام الرئيس بري بواجباته الدستورية المتمسك بها لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة.

وحول ما اذا كانت دعوة رئيس المجلس مجرد مناورة سياسية ام انه سيتبعها دعوات لاحقة وبالتالي تعطيل كما حصل في المرحلة التي سبقت انتخاب الرئيس ميشال عون، تقول المصادر: “الظروف الراهنة تختلف كليا عن ظروف تلك المرحلة عندما كان التعطيل مقصودا لعدم انتخاب رئيس، حيث بلغ عدد الدعوات للانتخاب 45 دعوة على مدى اكثر من سنتين من الفراغ المميت والذي ادى الى تداعيات سلبية جمة، من هنا فإن الوضع مختلف اليوم ولم يعد باستطاعة لبنان ان يتحمل المزيد من الانتكاسات. لذلك فان الرئيس بري لن يسمح هذه المرة بالتعطيل خصوصا اننا على مشارف مرحلة مهمة وحاسمة من تاريخ لبنان بالنسبة الى ملف اساسي ومهم وهو ملف النفط، ورئيس المجلس معروف عنه انه يستشرف المستقبل الذي يحتاج الى استقرار سياسي من اجل انهاء هذا الملف لذلك علينا عدم إضاعة الوقت والتلهي بأمور صغيرة.

وعن جديد الملف الحكومي تكشف المصادر ان هناك حراكاً جاريا في هذا الاطار، ولكن انتخاب رئيس الجمهورية يبقى هو الأولوية خصوصا ان ملف الترسيم بات في مراحله الأخيرة ويحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية.

وتكرر المصادر ارتباط كل التطورات الحاصلة بملف النفط الذي من شأنه تغييّر المعادلة بشكل جذري، وهذا الامر بتنا نلمسه من خلال الاهتمام الدولي بلبنان، خصوصا ان انهاء هذا الملف يأتي في توقيت ذكي من خلال القرار المتخذ بانه ممنوع على إسرائيل استخراج النفط قبل الاتفاق مع لبنان حول الموضوع، علمًا ان ليس لأي طرف مصلحة بنشوب حرب بين لبنان واسرائيل في هذه المرحلة.

المصادر تشير الى ان الضغط الذي نشهده دوليا وبكل الاتجاهات هو من اجل التسهيل للوصول الى خاتمة سعيدة لملف الترسيم، خصوصا ان للبنان دورًا أساسيا، ومهما يمكن ان يلعبه في ظل الحديث عن خارطة سياسية عالمية تُرسم، لذلك على جميع اللبنانيين العمل على رصّ الصفوف والتوحد في هذه المرحلة للاستفادة من التطورات الدولية والتي يمكن ان تنعكس إيجابا على الساحة الداخلية.

وفي الختام، فان غدًا لناظره قريب، فهل ستحمل جلسة اليوم مفاجأت جديدة وتكشف مستور النواب؟