أما اليوم يظن هؤلاء ان باستطاعتهم تلميع صورتهم السوداء من خلال تقاذف التهم فيما بينهم، لا يا سعد الحريري لن ننسى عندما جلست على مآدم الفساد انت وجبران باسيل، وقمتهم بالصفقات سوياً على طاولة الحكومة غير آبهين بأموال الخزينة.
كيف لمن فشل بإدارة ثروته ومؤسساته وأكل حق موظفيه واقفل شركاته وصرف عماله ان يعطي دروساً بحسن إدارة مؤسسات الدولة؟
كيف لك يا سعد الحريري ان تهاجم صديقك في تقاسم الحصص جبران باسيل، وانت بالامس ساهمت بوصوله إلى مجلس النواب وطلبت من انصارك بالقول، “صوتوا لصديقي جبران”؟
لن ننسى ايامكم الحميمة انت وجبران عندما عدت عن استقالتك في قصر بعبدا، وشكرت العهد وصهره، لا يا سعد الحريري، طريق الفساد وتقاسم السلطة بينك وبين جبران باسيل لا تزال قائمة، فإذا فقدت موقع رئاسة الحكومة وتظاهرت بأنك في موقع المعارض، هذا لا يعني اننا نسينا، فصوت قهقهاتك انت وجبران لا تزال تصدح من بيت الوسط.
كيف لك ان تحارب الفساد، فكيف لفاسد ان يكافح الفاسدين، كيف لمن جالس الفاسدين ان يتكلم عن التغيير، كيف تتحدث عن الطهارة والشرف، ونظريات الدعوة لمواجهته وكأنك من كبار رجالات أجهزة الرقابة، ونراك على الشاشات، ومواقع التواصل، تظهر حرصك على الوطن، ولكن في الحقيقة ان تبكي على الاطلال بحثاً عن مكان بجوار السلطة.
يا سعد الحريري، تصرخ وترفع الصوت أن لبنان في أزمة وإننا ذاهبون للإنهيار حتماً إذا لم تتخذوا قرارات صعبة، نسألك اليوم، “من أوصل لبنان إلى ما هو عليه؟ أليست سياساتكم الخاطئة والفاسدة والحامية للفاسدين امثال جبران باسيل”؟
تطالب وترفع الصوت وتملأ الشاشات بالصراخ أنك تريد محاربة الفساد ، وفجأة تختفي تلك الأصوات عدما تشتم رائحة السلطة دون محاربة، دون محاسبة وتتلفلف الملفات، كن رجلاً شجاعاً وسمي الفاسدين طالما جميعكم تريدون القضاء على الفساد، بكن كيف لك هذا وانت غارق في الصفقات مع باسيل، كيف لك هذا وانت وضعت نادر الحريري مهندساً ومشرفاً ومحيكاً لتقاسم الحصص والصفقات بينك وبين باسيل؟.
يا سعد، عمليات محاربة الفساد، لا بد لها من “محاربين نظاف”، أي أشخاص لا تشوبهم شائبة ولو صغيرة جداً تدل على ارتكابهم تجاوزاً أو مفسدة، أو يكونوا قد شاركوا في ممارسات فاسدة، أو حتى كانوا “صامتين” و”قابلين” بما يرونه أمامهم من فساد وتجاوزات، مع امتلاكهم القدرة على الحديث أو إحداث تغيير.
إن أردت إصلاح أي منظومة، لا بد من أن تنتهي علاقتها بأية تجاوزات وفساد، ما يعني لا بد من إبعاد من تسببوا بهذا الفساد ومن شاركوا فيه، ومن استفادوا منه، وهنا لا تنخدع بمن يحاول أن يلعب دور “البطولة”، على أساس أنه من سيحارب الفساد، وأنه سيصلح ما تم إفساده، لو كان هذا الشخص ضالعاً في حالة فساد واحدة، أو كانت له يد في حصولها.