الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إذا لم تَستحِ... لَقِّح مَن تشاء

المَثَل في أصلِه يقول : ” إذا لم تستحِ ، إفعَل ما تشاء ” ، ولكن في ” جمهورية المخالفات ” بات في الإمكان ” تحوير ” الأمثلة ، ليُصبِح : ” إذا لم تستحِ ، لَقِّح مَن تشاء ” …

أليس هذا ما حصل في مجلس النواب ؟ لو كانوا يستحون لَما قاموا بِما قاموا به ، فهُم يعرفون سلفًا أن لا احد سيحاسبهم ، فإذا كان مجلس النواب يحاسب الحكومة ( نظريًا وليس عمليًا ، لأن هذه المحاسبة لم تحدث يومًا ) ، فمَن يحاسب السلطة التشريعية ، ام السلطات ؟

بلى ، هناك محاسبة ، ولكن ليس اليوم بل في صناديق الإقتراع في الإنتخابات النيابية المقبلة سواء اكانت مبكرة ام في موعدها في ايار من السنة المقبلة ، اي بعد ستة عشر شهرًا ، فيا ايها اللبنانيون ، إستعدوا لها وحاسبوا مَن يجب محاسبتهم ولو بمفعولٍ رجعي .

هل يقرأ الحكَّام ؟

منذ قرابة الشهر ، في 23 كانون الثاني الفائت ، استقال رئيس أركان الجيش الإسباني ميغيل أنخيل فيارويا بعد تقاريرَ أنه استخدم سلطاتِهِ لمحاولة الحصول على لَقاح فيروس كورونا قبل دوره. “فيارويا ” وآخرون حصلوا على اللقاح في المرحلة الأولى التي كانت مخصصة ً للأطقم الطبية والمواطنين الطاعنين في السن المقيمين في دُور الرعاية الطبية.

في البيرو ، استقالت وزيرة الخارجية إثر تلقي مسؤولين حكوميين اللقاح ، قبل أن يُعطى لمَن هُم في اللوائح الأولى .

لكن في لبنان ، الإستقالات والمحاسبة وُجهتا نظر، وعلى الطريقة اللبنانية ” إمسحوها بدقننا”!

لكن المشكلة الحقيقية أن لبنان إذا استمر على هذه الوتيرة في مواجهة كوفيد – 19 ، فإنه سيكون من آخر البلدان التي ستتعافى من الجائحة ، فهل يُقدِّر المسؤولون ماذا يفعلون ؟

قبل فوات الاوان ، وما زال مسار التلقيح في بداياته ، لا بد من اتخاذ قرار عاجل بان تضع منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر أيديهم على ملف التلقيح في لبنان ، لأن لا ثقة بهذه السلطة ، وما حصل في مجلس النواب ، وقبله في إحدى مستشفيات البقاع ( مستشفى رياق ) لجهة توزيع اللقاحات على الأقارب والمحاسيب ، بدل المستحقين ، خير دليل على ان هذه السلطة لا تؤتمن على شيء ، فكيف على لقاح يؤمَل أن يكون فيه ” حياة او موت ” .