الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

اتباع حزب الله الغارقون ينتظرون "قشة" بايدن... و ثورة الجياع على الأبواب

لا شيء أبلغ من صرخات الشارع في طرابلس، التي تشهد أعلى حالة فقر وبطالة في لبنان، امتداداً إلى صيدا، مروراً بالعاصمة بيروت، وعلى طول الخط الساحلي، وبصرف النظر عن محاولات «التسييس الخبيثة»، من قبل الفريق المعطل لتأليف الحكومة، فإن الثابت ان جماهير الفقراء، سجلت أوّل تمرُّد شعبي على قرارات الاقفال العشوائية، وخرجت جماهير فقراء طرابلس والمدن اللبنانية الأخرى إلى الشارع، تتحدى الاقفال ومفاعيله، وتطالب بالخبز والعمل.

ثورة الجياع على الأبواب وقد اندلعت شرارتها من أحياء طرابلس وصيدا لتنذر المعطيات الميدانية بغليان متزايد تحت رماد الغضب الشعبي في مختلف المناطق بعدما بلغ العوز أشده بين الناس خلال فترة الإغلاق التام. أما عدّاد وفيات الوباء فيواصل التحليق بأرقام قياسية نحو تسجيل مئويته اليومية الأولى، ولا تزال رحلة استحضار اللقاح تتأرجح على حبال تناتش المسؤولين، بين السراي ووزارة الصحة، صدارة المشهد الإعلامي في عملية إطلاق “منصة” تلقيح اللبنانيين… ولو بعد حين!

ففي السلطة هناك من كان يستفيد من الإقفال القسري وانتشار جائحة كورونا ليواصل سياساته التقليدية، ففاجأته الناس من حيث لم يكن يدري ويتوقّع، متحدية الموت في تظاهرات شملت أكثر من منطقة لبنانية وكان أشدها عنفاً في طرابلس، الأمر الذي سيفرض على الفريق الحاكم تغيير سياساته قبل فوات الأوان ودخول البلاد في المحظور.

عملياً، كل المؤشرات الحيوية والحياتية والصحية في البلد تسير بخطى متسارعة إلى الحضيض، ولعبة “ليّ الأذرع” مستمرة بين العهد العوني ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وسط تراشق متواصل بين الضفتين يحمّل كل منهما الآخر مسؤولية “احتجاز التأليف في جيبه”، حتى أضحى الجميع متيقناً من أنّ الملف الحكومي بلغ حائطاً داخلياً مسدوداً وينتظر “كلمة سرّ” خارجية يحملها موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، مستشاره لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل، في ضوء خلاصات التشاور الهاتفي الذي جرى بين ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن، سيما وأنّ “العهد الغريق” بات متعلقاً بقشة بايدن ويقف على “إجر ونص” رهن إشارة منه، وسط رهانات عونية بأن يساهم انفتاح الإدارة الأميركية الجديدة على طهران في تحقيق الغلبة الحكومية لكفة حلف “التيار الوطني الحر” مع “حزب الله”، وصولاً إلى التعويل على دور إيراني مساعد في طيّ صفحة العقوبات على جبران باسيل من ضمن أوراق التفاوض على “الورقة اللبنانية”.