الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

العهد الذي عزل لبنان عن العالم

أصبح لبنان بفضل السياسة العونية الحليفة لميليشيا حزب الله بلداً معزولاً على المستوى العربي والإقليمي و الدولي ، والشواهد على ذلك للأسف كثيرة ويصعب على القارئ تتبعها نتيجة الطامات والكوارث التي تسبب ميشال عون الرئيس الشكلي لجمهورية لبنان بأمر إيران

فعلى المستوى العربي تم تدمير العلاقة اللبنانية بمحيطه العربي ، و باتت مواقف لبنان المعلنة في جامعة الدول العربية تتماهى كماً وكيفاً مع ما يريده ساكن الضاحية الجنوبية حسن نصر الله

و جعل صهر العهد المعاقب أمريكياً الوزير السابق والنائب الحالي جبران باسيل من وزارة الخارجية ، وزارة تنطق بما تمليه دوائر الحرس الثوري الإيراني ، وتتحرك بحسب مصالح طهران في مباركة الإعتداء الإيراني على الدول العربية

و بالتحديد أكثر تدهورت علاقة بيروت بعواصم دول الخليج العربي وفي مقدمته الرياض ، ولم بعد هناك موقف واضح من لبنان سوى موقف واحد قوامه ، ضرورة الإسراع بنزع سلاح حزب الله ، وكف يد إيران عن التدخل في شؤون لبنان

وحتى قبل فيروس كورونا إمتنع بشكل شبه كامل السياح الخليجيين عن القدوم إلى لبنان ، و المستثمرون من دول الخليج العربي ، سحبوا في الغالب إستثمارات بملايين الدولارات من لبنان ، بسبب إنعدام الأمن الإقتصادي ، وإستمرار حزب الله بفرض أجنداته الخبيثة على أي حكومة في لبنان

وحتى أمين عام مجلس التعاون الخليجي العربي بات يلغي لبنان من جدول زياراته الخارجية ، وقبل أيام قام الدبلوماسي الخليجي الأول بزيارة الأردن و من ثم العراق ، و لم يزر لبنان أبداً

و سفراء دول الخليج العربي في بيروت ، يحاولون قدر المستطاع تجنب الحديث مع السلطة الفاسدة والحاكمة نتيجة الإرتهان المطلق لهذه السلطة من قبل حزب الله و عناصره ، و بعض السفراء الخليجيين غادروا لبنان ولم يعودوا إليه حتى اليوم

و مصر التي تمثل العمق الإستراتيجي للبنان ، موقفها يتماشى مع سياق مواقف دول الخليج العربي ، و تحركات سفيرها في بيروت محدودة ، و لا تعمد الدبلوماسية المصرية اليوم لخلق مبادرات تخص لبنان لأن المناخ السياسي العربي غير مرتاح لما يحصل في لبنان

و دولياً لم يجد لبنان في زيارات الرئيس الفرنسي ماكرون أي تغيير ملموس ، وفشل الرجل في فرض صفقته الرامية لتشكيل حكومة مهمة كما أسماها ، و بات يصرح بهذا الأمر مبدياً إنزعاجه من عهد عون و حزب الله

والأوربيون عموماً لا يقيمون أي وزن لشأن لبنان السياسي والإقتصادي ، وينظرون إلى الرئيس المسيحي العربي الوحيد ميشال عون كدمية بيد محور المقاومة ، و لا ينفذ إلا ما تقوله مرجعيات الولي الفقيه خامنئي

وفي ظل إنتظار المنطقة ككل لمواقف واضحة من إدارة بايدن في واشنطن ، يلوح في الأفق غضب العم سام من سياسيات العصابة الحاكمة في بيروت ، وحتى مفاوضات ترسيم الحدود في الناقورة بين إسرائيل ولبنان توقفت ، والسفيرة الأمريكية في بيروت وعلى الرغم من ترسل عون لها بدعم مسار التفاوض لم تحرك ساكناً

وفي النهاية ينهار لبنان كلياً ، ويتم تعطيل جميع مؤسساته حتى تتفق إيران مع الغرب ، بحسب رؤية حزب الله لكثير لبنان ، و بالتالي فإن هذا العهد المترع بالحقد على المواطنين عزل لبنان عن كل العالم .