الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"المشهد اليوم" بعيون السعودية: لبنان دولة ساقطة بيد حزب الله التابع ‏لإيران

حالة “حرق أعصاب” يعيشها اللبنانيون وخياراتهم أضحت اليوم ‏محصورة بين “جمر جهنم” و”تجرّع السمّ”. مصيبتهم أنهم أسرى ‏منظومة حاكمة تحكّمت بمصائرهم فقادتهم نحو الخراب واقتادتهم ‏مخفورين إلى أسفل سافلين اقتصادياً ومالياً واجتماعياً، ولا يزال من ‏بين أركان هذه المنظومة من يبحث عن فتات مغانم وحصص على ‏موائد السلطة الخاوية! فرصة تلو فرصة ضاعت على بلد حاصرته ‏قوى 8 آذار وعزلته عن الأشقاء والأصدقاء فلم يعد له معيل عربي ‏ولا معين غربي، حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه يكاد ‏يلعن الساعة التي فكّر فيها بمساعدة اللبنانيين بعدما أذاقه “الثنائي ‏الشيعي” الأمرّين وحوّل مبادرته من فرصة للإنقاذ إلى فرصة ‏للابتزاز.

وبالأمس جاء كلام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد ‏العزيز ليشخّص بلا مداراة ولا مواربة بيت الداء والدواء في الحالة ‏المرضية اللبنانية: “هيمنة حزب الله على اتخاذ القرار في لبنان ‏وتدميره مؤسسات الدولة الدستورية وتسببه نتيجة هيمنته هذه بانفجار ‏المرفأ”، لينتهي إلى التشديد على خلاصة سعودية حاسمة: “الشعب ‏اللبناني الشقيق لن ينعم بالاستقرار والرخاء إلا بتجريد حزب الله من ‏السلاح”.‏

موقف حدّد من خلاله الملك سلمان “السقف السعودي” لعودة الأمور ‏إلى مجاريها الطبيعية بين العرب ولبنان وهو “نزع سلاح حزب الله ‏وكل الباقي تفاصيل”، إذ ان كل سياسات الترقيع لم تعد قادرة على ‏إخفاء معالم الجرح العميق الذي خلفته طعنات حزب الله في جسم ‏العلاقات السعودية – اللبنانية من خلال إمعان الحزب بتنفيذ أجندة ‏إيران العسكرية الساعية إلى تمزيق المنطقة العربية”.‏

اتى كلام العاهل السعودي “بالمختصر المفيد” ليؤكد أمام العالم، ومن ‏على أعلى منبر أممي، أنّ لبنان في عيون الرياض هو دولة “ساقطة ‏عسكرياً” بيد “حزب الله التابع لإيران” ولا خلاص لهذه الدولة إلا ‏بالتحرر من قبضة الحزب وسلاحه.‏

حكومياً، وبانتظار اتضاح انعكاسات الموقف السعودي على المشهد ‏الداخلي وما إذا كان “حزب الله” سيرفع منسوب التشدد في الملف ‏الحكومي رداً على هذا الموقف، فهل يغامر حزب الله بقطع الحبل ‏الإنقاذي الممدود بين باريس وبيروت، خصوصاً في ظل الهجمة ‏الدولية والعربية الشرسة التي يتعرض لها محوره في لبنان كما في ‏المنطقة؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال