الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"المشهد اليوم": فئران السلطة عادت إلى أكل الجبنة "المعفنة"

نهاية أسبوع وبداية آخر، وعقارب الساعة الفرنسية تواصل تقدّمها باتجاه لحظة انقضاء مهلة السماح الممنوحة لتأليف “حكومة مهمة” اختصاصية مستقلة خلال 15 يوماً من تاريخ انعقاد اجتماع قصر الصنوبر الأخير.

ومع انتصاف هذه المهلة، بدأ عملياً العد العكسي للوصول إلى لحظة “الامتحان” حين سيُكرم من أوفى بالتعهدات ويُهان من أخلّ بها، وعليه فإنّ الأسبوع الجاري سيكون الفيصل بين إطلاق الوعود والالتزام بها على طاولة الملف الحكومي تمهيداً لاتضاح معالم المرحلة اللبنانية المقبلة ومآلاتها حكومياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومالياً ودولياً.

حكومياً، لا جديد في المعطيات والمعلومات خارج دائرة الشك والتشكيك بوجود نوايا رئاسية وسياسية مبيتة تهدف إلى تدجين الرئيس المكلف مصطفى أديب وحرف مسار التأليف عن سكة التخصّص والاستقلالية إلى سكة المحاصصة والتبعية، غير أنّ الجهود المبذولة في سبيل تحقيق هذه الغاية لا تزال تصطدم بأداء يحكمه “الغموض” من جانب أديب، وهو ما “فاقم من إرباك قوى 8 آذار ومن ريبتها إزاء تضاؤل إمكانية إخضاعه وتقييده بشروط مقنّعة، بما سيؤدي حكماً إما إلى رضوخ هذه القوى لشروطه أو إلى التصدي لجهوده وظهورها علناً بموقع المعرقل لمبادرة ماكرون”، وفق ما لاحظت مصادر مواكبة لعملية التأليف من خلال حصيلة الاتصالات التي جرت خلال الساعات الماضية، مؤكدةً لـ”نداء الوطن” أنّ الرئيس المكلف لم يحسم موقفه بعد من أي طرح أو مطلب ولا زال منكباً على ترجمة تصوره للحكومة التي ينوي تأليفها “وفق ما يرتئيه من مقتضيات المرحلة لا حسبما تقتضيه مصلحة الأفرقاء السياسيين”.

إذاً، مضى الأسبوع الأول من الاسبوعين المحدّدين لتأليف الحكومة الجديدة، لينطلق كل الزخم والرهان على الاندفاعة الفرنسية هذا الاسبوع، على أمل ان يشهد في نهايته الولادة الحكومية الموعودة. فهناك مكابشة بين الزخم الفرنسي المحدّد بأسبوعين لاستيلاد الحكومة، وبين اللعبة الداخلية وقدرتها على التعطيل او فرض قواعد العمل الخاصة بها. وبالتالي، فإنّ هذا الاسبوع سيثبت من سيربح في نزاع الأجندات: فرنسا الراغبة في ادخال متحول في عملية تشكيل الحكومات، أم الطبقة السياسية في الداخل التي سلّمت على مضض بالقواعد الفرنسية، والآن ستظهر مدى قدرتها على الالتفاف عليها؟ وبالتالي، فإنّ حكومة مصطفى اديب إما تولد في نهاية هذا الاسبوع أو تنطلق عملية الجرجرة وبدء نزيف الصدقية الفرنسية.