الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

اين رئاسة الجمهورية ودورها في اعادة لبنان الى الحضن العربي؟

من خلال مراقبة الاحداث الاخيرة التي تمثلت باستقالة وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي عقب تجاذبات قام بها والفريق الداعم له الذي انتفض للسيادة معتبرا تلبية طلب استقالة قرداحي يعتبر مسا بها وفق ما قاله مصدر مطلع لـ”صوت بيروت انترناشونال” الذي يلفت اين هم من استنزاف السيادة يوميا واختراقها من خلال التدخلات في عمل المؤسسات وتصويب بوصلتها لمصالحهم الامر الذي انعكس غبنا وظلما على المؤمنين بسيادة الدولة دون ان يكون لها شريكا فكيف اذا كان الامر يتعلق بتطويع القضاء الذي وقف سداَ منيعاَ بوجه التدخلات لكن الرهان يبقى على الايام القادمة بعد التسريبات التي تحدثت عن مقايضة استقالة قرداحي بعمل المحقق العدلي في انفجار بيروت طارق البيطار.

من يراقب المشهد خلال الايام الماضية يمكنه القراءة بوضوح موقف رئاسة الجمهورية الذي بدا على الضفة المقابلة مراقبا في موضوع الازمة مع المملكة العربية السعودية تاركا للرئيس ميقاتي قرار حلحلة عقدها مبتعدا عن المواجهة محافظا على مسافة متساوية بين حليفه “حزب الله” وبين المملكة التي كان وعد رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل بعدم السماح باستهدافها وذات الامر لم يترجم على ارض الواقع.

ولعل حديث الذي ادلى به رئيس الجمهورية ميشال عون لاحدى الصحف العربية اثر زيارته لدولة قطر يؤكد ما اوردناه فهو اعتبر انها الدولة الوحيدة التي قدمت المساعدة للبنان دون مقابل وهذا الكلام هو بمثابة رسالة وجهها الى من يعنيهم الامر مضيفا امنيته بعودة العلاقات الدبلوماسية مع دول الخليج من خلال الحوار والاحترام المتبادل دون ان يعرج بكلامه على تدخلات بعض الاطراف اللبنانية في شؤون المملكة من خلال دعم الحوثيين باطلاق المسيرات المتفجرة باتجاه الاراضي السعودية كما ان تشديده على احسن العلاقات مع دول الخليج بشكل عام دون التطرق الى المملكة بشكل خاص التي تعرض لها احد وزراء الحكومة ليكرر انه “لا يتم بناء المواقف واتخاذ الاجراءات ردً على مواقف غير رسمية” وهذا الامر ان دل على شيء فعلى انتقاد ضمني للاجراءات والمواقف التي اتخذتها المملكة ودول الخليج تجاه لبنان.

وينهي المصدر كلامه بالقول لم يكن لرئيس الجمهورية اي دور فعلي في مسألة استقالة قرداحي واعادة العلاقات الدبلوماسية الى طبيعتها بين لبنان والحضن العربي انما للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع الاخذ بعين الاعتبار المصالح الفرنسية لان السياسية لا تخضع للعواطف ومقولة “الام الحنون” التاريخية وهذا الامر عبر عنه رئيس الوزراء البريطاني بابلغ عبارة عندما قال “لا صداقات دائمة ولا عدوات دائمة بل مصالح دائمة” فهل يتعظ الساسة الللبنانيين ويغلبون مصلحة لبنان على مصالحهم الشخصية.