الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

باسيل و" البليارد" الإنتخابي بين جبيل والمتن الشمالي

لم ينزل إسم وزير السياحة الجديد وليد نصَّار “بردًا وسلامًا” على رئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية النائب سيمون ابي رميا، جاء مَن ينافسه، ولو بالشعبية، في عقر داره:

سيمون ابي رميا ابن أهمج في قضاء جبيل، ووليد نصار من جبيل، وأن يأتي ابن جبيل وزيرًا للسياحة في مدينة “السياحة”، فهذا يعني أنه “سيأكل من صحن” ابي رميا الإنتخابي.

وليس ابي رميا وحده الذي يُعتبَر أنه أصيب بهذا التوزير، فهناك “رفيقه اللدود” المحامي وديع عقل عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر وابن شامات في قضاء جبيل. ” الاستاذ وديع” يتابَّط الملفات بدءًا من ملف الكازينو وصولًا إلى ملف المطار، وفيما هو منهمك بملف ” روليت الكازينو” جاء التوزير من جبيل بمثابة ” الروليت الروسية”.

لم يهدأ السِجال بين ابي رميا وعقل، ففي إحدى المرات هاجم عقل ابي رميا على خلفية تزفيت الاخير لأوتوستراد جبيل، غرَّد عقل: “نواب عم”يفشخوا” إنو بدن يرَقّعوا الأوتوستراد زفت! إنتوا كانت واجباتكن تحاسبوا الوزراء والمتعهدين يلي نهبوا الأموال لسنوات… مش تربحوا الناس جميلة بربش زفت! على كلٍ هيدا مستواكم، وهيدا أقصى طموحكم “زفت”! أما نحنا منعرف نعمل شغلنا مع الحرامية”.

سارع ابي رميا الى الرد على عقل فكتب: “انحطاط بعض اللاهثين وراء النجومية الشعبوية الفارغة يدفعنا أحياناً إلى التوضيح من دون النزول الى حضيض مستواهم”..

هذا السِجال الذي لا خلفية له سوى النيابة او الوزارة، وإن نفى المتساجلان هذه الخلفية، لم ينجح في تقديم أوراق الإعتماد التي تُقنِع الناخب الاول والموزِّر الأول، رئيس التيار جبران باسيل، بمباركة وتزكية من رئيس الجمهورية، فاختار للوزارة وليد نصار.

استبعاد باسيل لطامحين من جبيل، يبدو انه لن يقتصر على المقعد الوزاري بل إن الترشيح للنيابة لن يعود هذه المرة للنائب ابي رميا، بل يبدو ان باسيل سيختار طارق صادق، ابن ترتج، على رغم ان ابي رميا استبق الرغبة الباسيلية فاعلن أنه سيترشح لانتخابات 2022 ، وذلك في غداء في منزله في اهمج جمع فيه عددًا من الإعلاميين ” هيك بتوصل الرسالة أسرع إلى اللقلوق والبياضة وميرنا شالوحي” .

لم يقتصر الإستهداف على قضاء جبيل بل وصل إلى قضاء المتن. اختيار السفير السابق عبدالله بو حبيب، ابن بلدة رومية، وزيرًا للخارجية، هو رسالة في أكثر من اتجاه ولاسيما في اتجاه حزب الكتائب الذي كان السفير بو حبيب من بيئته، فرئيس الديبلوماسية الجديد كان سفير لبنان في واشنطن في عهد الرئيس امين الجميل، واستمر فيها حتى العام 1990 ثم اصبح قريبًا من العماد ميشال عون، ويهمس مخضرمون في المتن ان الرئيس امين الجميِّل لم يختَر وزيرًا مارونيًا من المتن الشمالي طوال عهده، فيما عون وباسيل فعلاها، فاختارا الماروني من المتن، ابن البيئة الكتائبية، عبدالله بو حبيب، على رغم ان بوحبيب له موقف صارم من حزب الله، حتى انه في إحدى مقابلاته الصحافية لم يتوانَ عن القول: “حسن نصر الله هو الرئيس الفعلي للبنان”.

بين نصار وبوحبيب، يبدو ان رئيس التيار الوطني الحر اختار لعبة البليارد في إسقاط ” الكرات الإنتخابية”، فهل بكَّر في فتح المعركة الإنتخابية ؟ ام أنه اراد ان يكون واضحًا وحاسمًا “من اول الطريق” ؟