الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بعد مرور عشر سنوات على الثورة السورية.. ماذا خسر لبنان؟

ألحقت ميليشيات حزب الله التي عبرت الحدود نحو سوريا لقتل الشعب السوري قبل سنوات وبأمر من طهران سمعة سيئة بلبنان عربياً وعالمياً ، ووفر ميشال عون وتياره الغطاء السياسي لهذا التصرف العبثي الإرهابي

بل استغل عون صلاحياته بعد وصوله رئيساً للجمهورية في لبنان بغية الدفاع عن هذا العمل الإجرامي المدان والذي فعله حزب الله ، سيما وأن هذا الحزب المسلح يعتبر نفسه مكوناً سياسياً في لبنان ، فكيف لحزب ممثل في الحكومة والبرلمان أن يذهب للقتال في بلدٍ مجاور دون علم الدولة اللبنانية ؟

والسؤال الذي يطرح نفسه : إذا كان هذا التدخل غير المشروع لحزب الله في سوريا جاء نتيجة تبعية هذا الحزب لإيران ، أليس الأمر خيانة عظمى يحاسب عليها القانون في لبنان ؟

سيما وأن هذه المشاركة التي دمرت إقتصاد لبنان وجعلته وشعبه في مرمى العقوبات الغربية ، هي مشاركة في أتون صراع مستمر ، يدفع ثمنه السوري واللبناني ، ويجعل من لبنان مركزاً لتحقيق طموح طهران التوسعي ، فضلاً عن الغارات الإسرائيلية المستمرة على عناصر حزب الله في سوريا

و إقتصادياً دفع لبنان فاتورة الحرب السورية ، ومن خلال حزب الله غسل بشار الأسد أمواله وتجارته المحرمة دولياً ، وشهدت مصارف لبنان نتيجة سطوة حزب الله حرب إستنزاف إقتصادية لا تزال تبعاتها على إنهيار العملة الوطنية في لبنان مستمرة من خلال إنهيار الليرة أمام الدولار الأمريكي

وشهدت المعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية للبنان مع سوريا ، نشاطاً غير قانوني بغية تنفيذ عمليات التهريب للمواد والسلع المدعومة في لبنان بإتجاه مناطق سيطرة الأسد وميليشياته

وحتى قضية تفجير مرفأ بيروت الشهيرة ، فإن فصولها بحسب كبريات الصحف الغربية تصل إلى نظام الأسد وحزب الله ، فنترات الأمونيوم المدمرة تم إستيرادها إلى هذا المرفق الحيوي في لبنان ، من أجل شحنها نحو مخازن الأسد في سوريا

و الآن بعد أن عجزت الدول عن حل الأزمة السورية ، بقي حزب الله في سوريا ، محملاً لبنان جميلة مكافحة الإرهاب الداعشي المزعومة ، بينما الحزب نفسه هو من نقل تحت مرأى ومسمع الجميع عناصر داعش الإرهابيين بالباصات المكيفة وهم ينسحبون

و تفتخر ميلشيا حزب الله بأنها فعلت ما فعلت سوريا ، في الوقت الذي لا يترك فيه رئيس الجمهورية في لبنان مناسبة إلا ويتحدث عن أزمة اللاجئين السوريين في لبنان ، دون التطرق لمسألة إحتلال حزب الله لبلدات وقرى سورية ، و زراعة المخدرات بها ، وتهديد سكانها في حال فكروا بالعودة إليها

وخلاصة القول في ذلك أن حزب الله الذي أسهم بشكل موثق في تأجيج الصراع السوري ، أصبح عبئاً حتى على من يسميهم حلفائه ، فالروس وهم أصحاب الكلمة الأولى في مناطق النظام السوري ، يتحدثون عن ضرورة طرد حزب الله من سوريا و لا يخفون ذلك ، وآخر ما صدر عنهم رسمياً هو بيان سوتشي قبل شهر تقريباً .