السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تجربة عربية جديرة بالإهتمام

إن السياسة بمفهومها الداخلي والخارجي تقاس بالمكاسب و الخسائر، ومحور الإعتدال العربي الذي يمثل كلاً من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أصبح عنواناً كبيراً لتجربة مهمة مليئة بالنجاحات، إستطاع هذا المحور أن يقود قاطرة الدعم الدولي والعربي والإقليمي لجمهورية مصر العربية، بعد فشل التجربة الإخوانية المقيتة، والتي أسقطها الشعب المصري من خلال مظاهرات الـ 30 من يونيو عام 2013 ، وبالتالي وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي للرئاسة بفضل صناديق الإقتراع، و عبر ثقة المصريين به.

شن هذا المحور العربي حرباً لا هوادة فيها على الإرهاب العابر للحدود، ووضع حداً للخطاب المتطرف داخل دوله، و أصدر عدداً من قوائم الإرهاب والملاحقة لكل من ثبت تورطه بدعم المتشددين والإرهابيين بالمال أو الفكر.

أعلنت المملكة العربية السعودية في العام 2015 إنشاء التحالف العربي بقيادتها، بغية مكافحة الإرهاب الحوثي في اليمن، وإستعادة الشرعية اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي، الذي يعترف المجتمع الدولي به رئيساً شرعياً لليمن، وجد الإخوان المسلمون أنفسهم محاصرين بشكلٍ غير مسبوق تاريخياً في كافة البلدان، بعد أن أعلن القادة في دول الإعتدال العربي عن برامجهم التنموية السلمية، بهدف النهوض بشعوبهم، و تغيير المشهد العربي الخليجي نحو مزيد من التطور والسلام المستدام.

لم تجد عدد من الدول الأوروبية بداً من الإلتحاق بركب دول الإعتدال العربي، سيما فرنسا و النمسا وألمانيا وغيرها، حين بدأت تلك الدول ملاحقة جماعة الإخوان و إغلاق مقراتها ، و تجفيف منابع تمويلها ، و الحرص على الأوربي على الشراكة مع دول مثل السعودية و الإمارات ومصر في مجال تدريب الأئمة والخطباء الموجودين على أراضي الإتحاد الأوروبي.

تمسكت دول الإعتدال العربي بموقفها حيال الأزمة الليبية، من خلال خطوط الرئيس السيسي الحمر بما يخص سبها وسرت، وضرورة رحيل المرتزقة الأجانب، و شرعنة دعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة بلقاسم حفتر، الذي إستقبله الملك سلمان والشيخ محمد بن زايد والرئيس السيسي في أكثر من مناسبة.

وقفت عواصم الإعتدال العربي إلى جانب تونس، عندما أعلن الرئيس قيس سعيد تجميد عمل الإخوان الممثلين بحركة النهضة، و حطت منذ الأيام الأولى لقرارات الرئيس سعيد المهمة طائرات ممثلي الدبلوماسية في مصر والسعودية والإمارات في مطار قرطاج الدولي، وبعد سارت دول الشرق والغرب في ذات الطريق الذي سلكته دبلوماسية الإعتدال العربي الرصينة.

تراجعت تركيا في الآوانة الأخيرة عن كثير من أجنداتها الأيديولوجية الخاطئة حيال المنطقة العربية، بفضل سياسات المحور العربي الحكيمة، وباتت أنقرة تخطب ود الرياض وأبوظبي والقاهرة علناً، و أكد ذلك مواقف الرئيس رجب طيب أردوغان الأخيرة.

شهد العراق نقلة نوعية في وصل ما انقطع من علاقاته مع عمقه العربي، بعد الإستقبال المهيب لرئيس وزرائه مصطفى الكاظمي في الرياض وأبوظبي، و توجهت الوفود السعودية والمصرية والإماراتية إلى بغداد، من أجل مساعدة ومساندة الدولة العراقية والشعب العراقي الشقيق.

تجربة الإعتدال العربي في شكلها ومضمونها، أضحت نبراساً للعمل العربي المشترك، ورافعة للشراكات الإستراتيجية التي تخدم الشعوب العربية، و طريقاً معبداً لتنسيق كافة الجهود الإقتصادية والخدمية لأي دولة، سيما وأن السعودية والإمارات بالذات، تتقدمان كل يوم وبشهادة المؤشرات الدولية الموثقة في مجالات متعددة، وتنافسان أغنى و أرقى دول العالم.