السبت 10 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تنسيق فاتيكاني مصري وفرنسي حول لبنان

يحمل البطريرك الماروني بشارة الراعي في كل زيارة يقوم بها إلى الخارج، هموم الوطن المنكوب المجروح، ويجول من روما إلى فرنسا مروراً بالسعودية ويحط في مصر، عله سيتمكن من حصد دعم دولي وعربي لإبعاد لبنان عن كل الازمات التي تعصف بالمنطقة، والتي تترك آثاراً كبيرة على الوضع اللبناني.

صحيح أن زيارة الراعي لمصر طابعها رعوي وديني، إلا أنها حملت ايضا طابعا سياسيا مهما تمثل باللقاء الذي جمعه والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومع الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومع شيخ الأزهر محمد أحمد الطيب، إضافة إلى شخصيات سياسية، دينية، وتربوية أخرى.

وبحسب المعلومات، فقد اكدت مصادر سياسية مطلعة في القاهرة لموقع “صوت بيروت انترناشونال” ان مصر لا تنظر ولا تتعامل مع غبطة البطريرك كمرجع روحي رفيع للطائفة المارونية في انطاكيا وسائر المشرق فقط، إنما ايضا كموقع سياسي بارز له دوره وحضوره وعلاقاته مع المجتمع العربي، كما مع دول العالم.

فالمواقف التي أطلقها البطريرك الراعي منذ سنتين تقريبا، ودعواته الى حياد لبنان، وإبعاده عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية، مواقف تابعتها القاهرة باهتمام بالغ، وهي تحاول مع أطراف اقليميين ودوليين السعي والعمل الى تحقيق هذه الأهداف، والتي تعتبر جزء اساسي ومركزي في اتفاق الطائف.

فالحياد، واللامركزية الإدارية عنصران مهمان في اتفاق الطائف، سيما وأن مواقف وعظات البطريرك خلال الأعوام المنصرمة شكلت نقطة تحول بارزة، وخطوة متقدمة وجديدة في الداخل اللبناني كما في الخارج.

من هذا المنطلق، تبدو ان زيارة الراعي للرئيس السيسي وما طرحه من مواضيع سياسية واقتصادية ستكون محور متابعة مصرية بعدما لمست بكركي تعاطفا ودعما مصريا للمواضيع الوطنية والاقتصادية التي طرحت، كما تأكيدا من الرئيس السيسي شخصيا في تكثيف اتصالاته مع المراجع السياسية الدولية والإقليمية، كما العربية، لإنقاذ لبنان والمحافظة على استقراره وأمنه كجزء ثابت واساسي في اي محور دولي او إقليمي.

وفي هذا الإطار فتحت أقنية التواصل بين مصر والفاتيكان، ومصر وفرنسا، الدولتان الملمتان بالملف اللبناني، حيث أشارت المعلومات الى اتصال أجراه السيسي مع كل من الفاتيكان وباريس لدعم ومساندة لبنان في إمكانية الخروج من الدوامة التي اهلكت مؤسساته وافقرت شعبه.

وبات واضحاً أن بكركي تسلحت بالدعم المصري وبتأييد طروحات البطريرك حول ضرورة تحييد لبنان عن أي صراعات خارجية حماية لاستقراره وأمنه في مواجهة المتغيرات الاقليمية والدولية.

الأكيد أن البطريرك كشف كل أوراقه المعلنة والمستورة، وهو على يقين أن وقوف الأشقاء العرب إلى جانب لبنان أمر لا بد منه، خصوصا وان إشارات بدأت تظهر الى العلن تتحدث عن اتصالات واسعة النطاق تحصل بين الفاتيكان والازهر، وبالتنسيق مع دول اقليمية ودولية، حول إمكانية عقد مؤتمر للحماية الاجتماعية يتناول تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية والإنسانية.

في لبنان وكيفية مواجهة هذا الامر، وذلك مطلع الصيف المقبل، بعدما بات واضحا أن ما يسمى بالعيش المشترك والفعلي بين المسلمين والكاثوليك في منطقة الشرق الاوسط أصبح فعلاً مهدداً.