الثلاثاء 14 شوال 1445 ﻫ - 23 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لا إجماع عربي لعودة سوريا إلى الجامعة العربية

طرحت الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ولقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، علامات استفهام عدة بين مؤيد لهذه الزيارة ومعارض لها.

فعدد من الدول العربية لم تتفاجأ بخطوة الامارات، بعد مؤشرات تمثلت بسلسلة اتصالات وزيارات قام بها مسؤولين اماراتيين الى دمشق.
في حين ان دولا أخرى لم ترى في هذه الخطوة مدخلا لاعادة تموضع سوريا في الحضن العربي، لكنها تحمل رسائل مهمة اقليمية ودولية.

الا ان مرجعاً دبلوماسياً في الجامعة العربية اكد لموقع “صوت بيروت انترناشونال” ان هذه الزيارة بحد ذاتها تشكل حدثا عربيا ودوليا، وهي تتزامن مع عوامل عدة ابرزها: رفض الامارات طلبا أميركيا بزيادة إنتاج النفط، التقارب الروسي الاماراتي، والذي تجلى في امتناع الامارات عن التصويت لمرتين للقرار أممي دولي في مجلس الامن، إضافة إلى الزيارة التي قام بها مسؤولون اماراتيون الى موسكو منذ فترة، وإلى دمشق في تشرين الثاني الثاني الماضي…
المتابعون لتداعيات الزيارة الأولى للرئيس السوري منذ ١١ سنة منذ بدء الحرب في سوريا، يعتبرون أن هناك دولا عربية مثل الجزائر، العراق، لبنان وغيرهم يحاولون اجراء اتصالات ديبلوماسية ومشاورات جانبية مع النظام السوري، مع وجود بشائر عن تحولات محتملة في الشرق الاوسط، وذلك بهدف التوصل إلى مخرج مشرف لاعادة سوريا إلى الحضن العربي.

كذلك الامر، تنامت المؤشرات على التقارب بين الأسد والدول العربية العام الماضي، وظهر من خلال اتصال هاتفي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الحليف أيضاً للولايات المتحدة.

الا ان هذا الامر يبدو أنه يصطدم بعقبات ومطبات وتحالفات لا يمكن للدول العربية تخطيها او غض النظر عنها، اقله في الوقت الراهن.
ويعتقد المتابعون ان الدول العربية تحاول عبر اتصالاتها ان تراعي بشكل كبير اعتبارات سياسية واقتصادية ابرزها كيفية مواجهة النفوذ إلايراني والتركي.

وفي هذا الاطار يقول دبلوماسي عربي مخضرم رفض الكشف عن اسمه لموقعنا “ان عودة سوريا إلى مقعدها الرسمي في الجامعة العربية، في الوقت الراهن امر مستبعد حاليا نظرا لارتباطه بعوامل اقليمية ودولية، مع العلم ان هناك محاولات عدة من دول عربية لإصلاح العلاقات مع سوريا”.

إضافة إلى ذلك، يجب أن تحظى سوريا باجماع عربي، واشدد على كلمة اجماع، وهذا الامر غير متوفر حاليا. كذلك الامر اذا اقترحت إحدى الدول العربية على مجلس الجامعة مشروع قرار من خارج جدول الاعمال يتعلق بعودة سوريا إلى الجامعة، وعند التصويت عارضت إحدى الدول القرار عندها يسقط حكما مشروع قرار العودة.” ويضيف المرجع اعلاه، “أن الإمارات ومنذ فترة ترغب في إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية، وإن ما حصل لا يتخطى إطار الديناميكية الاماراتية، وليس بالضرورة القول انها ديناميكية عربية تجاه سوريا”. هذه الزيارة طرحت أسئلة عدة حول مدى تنسيق الامارات مع دول الخليج وتحديدا المملكة العربية السعودية.

وتبين بحسب المتابعين انه طالما لم يصدر اي بيان اعتراض او عدم موافقة على هذه الزيارة، فهذا يدل أن دول الخليج وتحديدا السعودية على بينة واضحة مما جرى.

لكن هذا لا يعني اطلاقا ان المياه عادت إلى مجاريها، مع أن ما حصل قد يكون عنصرا مساعدا في اعادة فتح اقنية التواصل بين سوريا ودول الخليج، انما هذه الخطوة لا تكفي اطلاقا في غياب الإجماع العربي الموحد.

باختصار، لا عودة قريبة لسوريا الى الجامعة العربية، لا بل اي غياب لأي معطى إيجابي ملموس يؤكد أن القمة العربية المرتقبة في الجزائر في تشرين الثاني المقبل ستعقد في غياب سوريا.