الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جبران باسيل... ذكرتَ شيئًا وغابت عنكَ اشياء

” فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً حَفِظتَ شَيئاً وَغابَت عَنكَ أَشياءُ ”

لا اعرف لماذا تذكرتُ هذا البيت من الشِعر لأبي نواس وانا اتابع خطاب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي غيّب فيه ما كان ينتظره منه اللبنانيون ، وأنعش فيه الذاكرة بما هو غير دقيقن والذي يستدعي جملةً من التوضيحات فقط للأمانة التاريخية :
يقول باسيل في مؤتمره : ” الرئيس الأسد مرّة قال لي: نحن مصلحتنا في سوريا، بعد ما تعلّمنا من أخطائنا في لبنان، انّه لو بقي مسيحي واحد في لبنان لازم يكون هوّ الرئيس وصلاحيّاته قويّة ” .

كم يجب ان يكون الإنسان بسيطًا وطيب القلب ليأخذ هذا الكلام على محمل الجِد ! المسيحي زمن الوصاية السورية ، على مدى خمسة عشر عامًا ، من 1990 إلى 2005 ، تعرض للإضطهاد السياسي على يد السوريين ، وهذه عينة من الإضطهادات :
أثناء التعيينات النيابية بموجب الطائف ، جرى تعيين غسان مطر ، القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ، عن مقعد الشيخ بيار الجميل رئيس حزب الكتائب ، في الاشرفيه ، فكيف يكون الحفاظ على المسيحيين عندما يتم تعيين قيادي قومي
( الحزب القومي متهم باغتيال الشيخ بشير الجميل في الأشرفيه ) في مقعد رئيس الكتائب في الأشرفيه ؟

الانتخابات النيابية عام 1992 عُرِفَت بانتخابات ال 13 في المئة لأن 87 في المئة من اللبنانيين قاطعوها بسبب القانون الانتخابي الجائر الذي فصله السوريون على قياس حلفائهم ، ومع ذلك اصروا على إجراء الإنتخابات ، علمصا ان المقاطعة انطلقت من المسيحيين وجاراهم فيها المسلمون ن وشهيرة مقاطعة تمام سلام لتلك الانتخابات تضامنًا مع المسيحيين .

تفصيل قانون الانتخابات على قياس حلفائهم أدى إلى إسقاط وتهميش معظم النواب الذين كانوا في الطائف، فانتخابات 1992 أطاحت الرئيس حسين الحسيني من رئاسة مجلس النواب ، كما اطاحت ابرز الناوب المسيحيين الذي كانوا في الطائف .

الجميع يعرفون العلاقة السيئة بين البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير والقيادة السورية ، إلى درجة ان البطريرك صفير امتنع عن مرافقة البابا يوحنا الثاني في زيارته لدمشق .

هذا الالتباس المزمن بين القيادة السورية والمسيحيين كيف نسيه النائب جبران باسيل ولم يتذكر منه سوى ما قاله الرئيس الأسد له ؟

أمرٌ آخر ، يستعجل النائب باسيل إنهاء التحقيق في تفجير المرفأ ، هو محقٌّ في ذلك ، ولكن لماذا التجاهل الكلي ، وعدم التلفظ بكلمة واحدة عن نتائج التحقيق في احداث طرابلس التي مرت اسابيع على اندلاعها ؟ لماذا لم يذكر كلمة واحدة عنها ؟ هل لأن ما في نتائجها ما يمكن أن يُحرِج فريقه ؟

امرٌ ثالث ، هل يُعقَل ان يتحدث النائب باسيل ستين دقيقة من دون ان يخصص دقيقة واحدة لطرح البطريرك الراعي عن التدويل والحياد ؟ هل لأن حليفه حزب الله يرفض التدويل والحياد ولا يريد ان ” يُزعِّلَه ” .

سعادة النائب ، رئيس التيار الوطني الحر ، فعلًا يصح فيك القول : ذكرتَ شيئًا وغابت عنك اشياء .