الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جمهورية الخميني ومسيرة الانحدار

حلم مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الخميني تحت مبدأ “ولاية الفقيه” بدأ بالضمور وهو الذي كان يحلم بقيادة العالم الاسلامي.

مع عودة آية الله الخميني الى طهران من فرنسا ليحكم ايران ابتداءا من نيسان 1979 وعمل على تثبيت ارثه وحلمه من خلال وضعه في نص دستوري ولعل ابرزه وجوب “تصدير الثورة الاسلامية” والزام الرئيس ان يكون مؤمنا وعلى “المذهب الجعفري” وثبتتها المادة 121 التي تلزمه بأن يؤدي القسم التالي” اقسم بأن اكون حاميا للمذهب الرسمي للبلاد”.

استطاع الخميني خلال فترة حكمه تصدير الثورة التي يؤمن بها من خلال الانتشار فكريا في عدة دول محاولا تجذير فكره الى ان انتقل الى العمل العسكري من خلال انشاء الوية وفرق تدين بالولاء “لثورته” وقد تمكن من التباهي بسيطرته على بعض الداخل في 4 دول ابتداءا من العراق وصولا الى سوريا لبنان واليمن من خلال “انصار الله” (الحوثيين).

استطاع الخميني التوسع بشكل كبير وصولا الى تثبيت نفسه كلاعب على الساحة الدولية لا يمكن تجاوزه كونه بات يتحكم بمفاصل العديد من الدول من خلال اذرعه المنتشرة عسكريا بحجج مختلفة ففي العراق بنى هيكلية ضخمة من خلال “الحشد الشعبي” وفي سوريا الوية حملت العدي من الاسماء وهي تضم عناصر من باكستان وافغانستان والعراق وطبعا ابرزهم “حزب الله” الذي خرج من لبنان الى سوريا بداية دفاعا عن المقامات الدينية ومن ثم تغيرت العناوين وبات الدفاع عن لبنان من هجمات وانتشار “داعش” من خلال الحدود.

انتهت الحرب على “داعش” وان بقيت بعض الجيوب الا ان المشروع الاساس للجمهورية الاسلامية بات مكشوفا من خلال استمرار دعمها للفصائل التي سهرت على تقويتها وبدأت تفرض شروطها على الساحات الداخلية لهذه الدول لكن الان “الاصفار” بدأت توضع على مشاريعها يوم تصدر مقتدى الصدر المشهد الانتخابي اما في اليمن فقد بدأت احجار مديريات المحافظات اليمنية تتساقط من ايدي الحوثيين اما في سوريا فالمشهد لا يبدو افضل ولعله الاخطر فهي اضطرت لسحب الالاف من عناصرها لتدارك الوضع الذي استجد في افغانستان بعد الانسحاب الاميركي وسيطرة طالبان وبات الخوف من التطرف السني يطرق حدودها وفي الوقت نفسه تعاني من محاولة الروس تقليم اظافرها في الداخل السوري موطىء القدم الوحيد للدب الروسي في الشرق الاوسط حيث بنت اهم واكبر قاعدة عسكرية “حميميم” وهي انتقلت الى “القامشلي” حيث انشأت قاعدة اخرى بدأت العمل على تحديثها وتزويدها بمنظومة اسلحة متطورة وهي تستغل خوف قوات “سوريا الديمقراطية” (قسد) من الانسحاب الاميركي من سوريا للتمدد اكثر فضلا عن الصمت او غض الطرف عن الضربات الاسرائيلية للمراكز والمستودعات التابعة لايران وميليشياتها.

اما في لبنان الذي بقي الموقع الاكثر صلابة بالنسبة لطهران والورقة الاقوى التي مازالت تمسك بها الا انها بدأت تفقد قدرتها على التحكم في مفاصل الدولة كما في السابق بعدما انكسر حاجز الخوف من “حزب السلاح” وتذرعه بمقاومة العدو الاسرائيلي حتى تحرير فلسطين ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا بعدما صعد امينه العام حسن نصر الله من لهجة تهديداته باتجاه الداخل اللبناني وآخرها عندما اعلن عن تعداد عناصره الجاهزة للتدخل في اية مواجهة داخلية لكنه عاد ليصوب كلامه وهذا الامر يدل على الوهن والاهتزاز الذي بات يعيشه بانتظار ما ستؤول اليه مفاوضات “فيينا” التي باتت على قاب قوسين من الانفجار ولعل كلام المبعوث الاميركي لايراني روبرت مالي ابرز بقوله “رأينا طهران تصبح اكثر عدوانية في انشطتها الاقليمية ” معتبرا انهم “يخطئون في الحسابات ويلعبون في النار” مؤكدا ان ايران تجاوزت في تشرين الثاني 2021 كل القيود التي فرضها اتفاق 2015 لافتا الى انه “في وقت قريب ستكون هناك محاولة احياء الاتفاق بمثابة محاولة لاحياء جثة ميتة”.

وتزامنا مع كل هذه التصريحات اكد وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لابيد منذ ايام انه اذا لزم الامر سيتصرفون بمفردهم لانهم لن يسمحوا بان تصبح ايران “دولة عتبة نووية” وهذا الامر بات يثير القلق بانتظار النتائج الاخيرة لمفاوضات فيينا والتي تحاول ايران مماطلتها في وقت اقتربت فيه من انتاج قنبلة نووية فهل تحصل المواجهة بين ايران واسرائيل واين سيكون مسرحها؟