تتراكم ملفات الفساد على حزب الله لتصبح أكثر من أن يصدقها عقل، إذ بات أقوى من السلطة ويهدف إلى تنفيذ أجندته الخارجية الخاصة كدويلة على حساب الدولة.
ويأتي ذلك بغض الطرف من قبل بعض رجال السياسة الذين يستنجدون رضى من يبقيهم في مناصبهم ويدعمهم ويلبسهم “غطاء الوطنية”، كل هذه الخلطة ينتج عنها الواقع اللبناني المرير بوجود سلطة حزب الله.
وبعدما كان حجم تهريب المازوت في وقت سابق وصل إلى أكثر من 2 مليون ليتر تهرب إلى سوريا يوميا، من مجموع 5 ملايين ليتر يحتاجها السوق اللبنانية يوميا، ما يؤدي إلى شح هذه المواد على الأراضي اللبنانية وحرمان المواطنين من هذا المورد الأساسي، وخصوصا أن معظم القرى والجبال تستخدمه للتدفئة، تخطى حجم التهريب اليوم الـ3 ملايين ليتر يومياً، وهذا بفضل حزب الله الذي يحرم الشعب الفقير من التدفئة ليدفئ جيبه المفلس بدولارات النظام السوري، بحيث تبلغ سعر صفيحة المازوت في سوريا حوالي 18 دولار، وهنا تحديدا تكمن عملية مراكمة ملايين الدولارات.
وتبين أن حزب الله يدير أكبر عملية لتهريب المازوت من لبنان إلى سوريا، عن طريق الهرمل والحدود البقاعية بعدما فقد المازوت في تلك المناطق لفترة لدى سائر المحطات، عبر استخدام نفوذه الأمني لبنانياً وسورياً وبيعه بأسعار مربحة هناك، مع تعطش السوق السوري لهذه المادة وانهيار أسعاره عالمياً.
ويبدو أن السبب الأساسي لهذه العودة مرتبط بفارق سعر الدولار الذي يرتفع باطراد في لبنان بما يوفر أرباحاً هائلة لكارتل التهريب الذي يديره الحزب.
كما المازوت كذلك الدولار، إذ يخوض حزب الله حربه للسيطرة على عملة الدولار وقطاع الصيرفة لبنان، وبات يتحكم بسعر صرف الدولار أمام الليرة ولديه أدوات مالية وتجارية يتحكم بها، ناهيك عن السوق الموازية التي يديرها الحزب بحسب خبراء اقتصاديين لموقع ”صوت بيروت انترناشيونال”.
ويسيطر حزب الله على منظومة كاملة من محلات الصيرفة التي تتحكم بالمعروض من العملة الأجنبية وبأسعار الصرف، أنّ حزب الله يستخدم هؤلاء الصرافين ليس فقط من أجل أسعار الصرف إنما لأجل تهريب الدولار إلى سوريا ولجلبه من سوريا أيضاً، حيث يتم تهريب وبيع المحروقات المستوردة والتي هي مخصصة للسوق اللبنانية بالأصل.
ويتخوف الخبراء من ان سيطرة الحزب على سوق الدولار السوداء قد يجعل سعر الصرف التوجه نحو مراحل جنونية قد تصل إلى حدود الـ30 الف ليرة.