السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حقوق الإنسان في لبنان

إن الإستبداد بالحكم أي بلد أمر من المستحيل التعايش معه وحياة المواطن في لبنان ليست طبيعية ، والإرهاب بكل صنوفه وميليشياته يمثل حالة رديفة من الفوضى التي ترافق الإستبداد كما وأن التدخلات الإيرانية الأجنبية التي تمثل مصالح دولة طامعة بنفوذ مستقبلي تعيق في لبنان كل شيء

فلبنان بلد عربي غير منسي اليوم من قبل العرب والعالم ، ولكن حكامه يريدون أن يعيش اللبناني يوميات بؤس لا يخطر على بال أحد ، و إنشغالهم بتهريب ثروات لبنات نحو دول العالم والمنطقة ، يجعل لبنان مفلساً ، فالساسة وصناع القرار كما يسمون أنفسهم في لبنان جعلوا الملف الإصلاحي متروكاً و ربما بعيداً عن متناول اليد و النقاش لأن حزب الله يريد ذلك

ووجع اللبنانيين المنكوبين اليوم لا يقتصر على ممارسات الأيام الماضية بحقهم ، بل يتعداها إلى رؤية جمهور الأحزاب الحاكمة مشرذماً جائعاً بينما قادته يتنعمون ، وفي أغلب الأحيان تتبع الجماهير وبشكل ذليل للزعماء دوت تحصيل أي فائدة

والصراع على أشده بين الرئيس عون في بعبدا وبين من يريدون تشكيل الحكومة ، فالأول يريد إرضاء صهره على حساب البلد ، وأصبح رئيساً كما يعلم الجميع بفضل سلاح حزب الله ، والآخرون يخشون غضب حزب الله إن هم أغضبوا عون ، والبلد يضيع

وبات رئيس الحكومة المكلف ساعي بريد بين معسكرين في لبنان ، ومتهمة مهتمه بالتواطؤ مع البقية من أجل كسب رضا إيران وحزب الله ، فصلاحياته قد تنازل عنها قبل تشكيل حكومته ومحاولته لا تختلف عن محاولات الآخرين

ودولياً يمثل إلغاء الأدوار الأخرى المنوطة بتأليف الحكومة أمراً ثانوياً لاقيمة له ، فالمال الوفير في لن يأتي ، والحامل للجنسية اللبنانية بات يفكر بوطن جديد يهرب إليه ، كون الرئيس الأوحد عون جعل لبنان مدمراً ويطالب الناس يلي مش عاجبها تفل على حد زعمه

وما إن يطلب أحد الرئيس المكلف لقاء الرئيس حتى تشرع الأخبار بالورود أن هناك إنفراج ، لكل في الأيام الأخيرة تبين أن قصة تأليف حكومة باتت من الماضي القديم

ولقاء وزير تصريف أعمال على سبيل المثال يسر العهد العوني أكثر من لقاء وزير جديد ، وحتى يسرع الرئيس المكلف من إنجاز مهتمه عليه أن يرضي طهران في لبنان ، وإذا هاتفه مسؤول يسأل عن جديد البورصة الحكومية عليه أن يكون صادقاً ويسمي من يعطل

والأوروبي كذلك دخل على الخط ، وقال بوريل مسؤول العلاقات الخارجية في الإتحاد الأوربي إن وضع لبنان مقلق لدرجة إنعدام الثقة ، وهذا مؤشر جديد على يأس المجتمع الدولي من نجاح خطة ماكرون بإعادة تدوير السلطة وتعويمها

واللبنانييون المنكوبون يتابعون هذه الأفعال الصبيانية والمراهقة السياسية الحاصلة والتي تصرف عليها مئات آلاف الدولارات يومياً ودون أي فائدة ، فضلاً عن الفساد المالي الكبير والخطير والسرقات والتربح من خلال نهب المال العام

والمساعدات العينية والنقدية للبنان لن تجد لنفسها طريقاً قريباً ، وهي المساعدات التي تمنحها الدول للشعب كما وعدت فرنسا ، بغية مساعدة المتضررين في المناطق المنكوبة من إنفجار المرفأ ببيروت ، لأن مقربين من عون يعدون بمنعها إن لم تسلم أولا للسلطة والحكومة .