الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حملة تزوير المواقف في لبنان

‏إن الحملات التي تهدف لتزوير مواقف البطريرك الراعي في لبنان ، وتشويه صورة شخصه لن تمرّ على العقلاء ، وهو أي البطرك لم يطالب بحماية دولية للبنان ، بل هو طالب بمؤتمر دولي لضمان حياد لبنان والفرق بين الأمرين شاسع جداً

‏وللعلم فقط فإن البطريرك الماروني لم يكن وزيراً في الحكومة التي أقرت بالإجماع يوماً طلب اليونيفيل لحماية لبنان بعد حرب ٢٠٠٦ العبثية ، فحزب الله هو الذي وافق وتوسل آنذاك من أجل هذا المطلب

‏ولعل من لا تاريخ لهم ولا مستقبل في لبنان ، ينسون بأن بطريرك الموارنة وقف دوما ضد الحماية الخارجية فهو من واجه الإحتلال العثماني لـ٤٠٠ سنة ، وانتزع كيان لبنان سنة١٩٢٠ من مشاريع التذويب ، وعملت بكركي أيضاً على دعم الاستقلال عن فرنسا ١٩٤٣ ، و دورها في الاستقلال الثاني ٢٠٠٥ معروف كثيراً

أما الذين يتهمون اليوم دون دليل ، فإنهم هم من استجلبوا بتبعيتهم الاحتلالات الفلسطينية والاسرائيلية والسورية والايرانية إلى لبنان ، وهم من كانوا ولا زالوا عبيداً عند جميع هؤلاء المحتلين ، ينفذون الأجندات وهم صاغرون

‏ولكل الجهلة والكاذبين ، من الضروري القول : إن ‏البطريرك هي واجه اميل اده رفضاً للحماية الفرنسية ، وواجه كميل شمعون بسبب حلف بغداد ، وسياسة فؤاد شهاب واتفاق القاهرة أيام شارل حلو ،وبشير الجميل في العلاقة مع إسرائيل ، والياس الهراوي واميل لحود في التبعية لسوريا

‏لكنهم اليوم يريدون إسكات صوت البطرك والسكوت على التبعية لايران ، إيران التي لم تحظى بعلاقة مع الكنيسة المارونية في لبنان ، ولا تزال أهداف وأجندة المشروع الفارسي في لبنان تهدف إلى تهجير المسيحيين

‏كما إن تصوير المؤتمر الدولي على أنه وسيلة لحل عسكري في لبنان ، هو كمن يقول بأن المطالبة الشعبية بنزع سلاح حزب الله الإيراني مشروع حرب اهلية ، فالمؤتمر الدولي المشار إليه والذي حرص عليه الراعي هو من أجل الحل في لبنان

ويعني مثلاً وبعبارة أدق ، اتفاقاً دولياً أوروبياً اميركياً على عدم منح الغطاء الدولي لإيران أو غيرها للاستفراد بلبنان والتحكم بمصيره ، و مباشرة أممية في الإشراف على الإستحقاق الإنتخابي ، بغية إنتقال سلس للسلطة في لبنان

‏ويعني مثلاً ، قراراً دولياً بعدم إعتبار لبنان جائزة ترضية لإيران مقابل تنازلات من إيران في الملف النووي ، ويعني مثلاً “مشروع مارشال” اقتصادياً لمساعدة لبنان على إعادة بناء الاقتصاد كما حصل مع اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية تماماً

‏ويعني أيضاً قراراً بمنع وصول الاسلحة إلى لبنان ما لم تكن للجيش اللبناني ، ومنع تحويل لبنان إلى مستودعات للصواريخ الإيرانية ، من خلال تدابير يتخذها الروس في سوريا مثلا والمجتمع الدولي في المياه الدولية

‏وأما الوجود العسكري الدولي في لبنان ، من خلال قوات الأمم المتحدة ، فمن لا يريده عليه ان يبدأ بطرد القوات الدولية من الجنوب ، ومن الجولان السوري المحتل ، وان يتوقف عن تقبل مساعدات هذه القوات التنموية والاجتماعية والثقافية لبلدات الجنوب وسكانه ، نقطة من أول السطر .