إن الحملات التي تهدف لتزوير مواقف البطريرك الراعي في لبنان ، وتشويه صورة شخصه لن تمرّ على العقلاء ، وهو أي البطرك لم يطالب بحماية دولية للبنان ، بل هو طالب بمؤتمر دولي لضمان حياد لبنان والفرق بين الأمرين شاسع جداً
وللعلم فقط فإن البطريرك الماروني لم يكن وزيراً في الحكومة التي أقرت بالإجماع يوماً طلب اليونيفيل لحماية لبنان بعد حرب ٢٠٠٦ العبثية ، فحزب الله هو الذي وافق وتوسل آنذاك من أجل هذا المطلب
ولعل من لا تاريخ لهم ولا مستقبل في لبنان ، ينسون بأن بطريرك الموارنة وقف دوما ضد الحماية الخارجية فهو من واجه الإحتلال العثماني لـ٤٠٠ سنة ، وانتزع كيان لبنان سنة١٩٢٠ من مشاريع التذويب ، وعملت بكركي أيضاً على دعم الاستقلال عن فرنسا ١٩٤٣ ، و دورها في الاستقلال الثاني ٢٠٠٥ معروف كثيراً
أما الذين يتهمون اليوم دون دليل ، فإنهم هم من استجلبوا بتبعيتهم الاحتلالات الفلسطينية والاسرائيلية والسورية والايرانية إلى لبنان ، وهم من كانوا ولا زالوا عبيداً عند جميع هؤلاء المحتلين ، ينفذون الأجندات وهم صاغرون
ولكل الجهلة والكاذبين ، من الضروري القول : إن البطريرك هي واجه اميل اده رفضاً للحماية الفرنسية ، وواجه كميل شمعون بسبب حلف بغداد ، وسياسة فؤاد شهاب واتفاق القاهرة أيام شارل حلو ،وبشير الجميل في العلاقة مع إسرائيل ، والياس الهراوي واميل لحود في التبعية لسوريا
لكنهم اليوم يريدون إسكات صوت البطرك والسكوت على التبعية لايران ، إيران التي لم تحظى بعلاقة مع الكنيسة المارونية في لبنان ، ولا تزال أهداف وأجندة المشروع الفارسي في لبنان تهدف إلى تهجير المسيحيين
كما إن تصوير المؤتمر الدولي على أنه وسيلة لحل عسكري في لبنان ، هو كمن يقول بأن المطالبة الشعبية بنزع سلاح حزب الله الإيراني مشروع حرب اهلية ، فالمؤتمر الدولي المشار إليه والذي حرص عليه الراعي هو من أجل الحل في لبنان
ويعني مثلاً وبعبارة أدق ، اتفاقاً دولياً أوروبياً اميركياً على عدم منح الغطاء الدولي لإيران أو غيرها للاستفراد بلبنان والتحكم بمصيره ، و مباشرة أممية في الإشراف على الإستحقاق الإنتخابي ، بغية إنتقال سلس للسلطة في لبنان
ويعني مثلاً ، قراراً دولياً بعدم إعتبار لبنان جائزة ترضية لإيران مقابل تنازلات من إيران في الملف النووي ، ويعني مثلاً “مشروع مارشال” اقتصادياً لمساعدة لبنان على إعادة بناء الاقتصاد كما حصل مع اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية تماماً
ويعني أيضاً قراراً بمنع وصول الاسلحة إلى لبنان ما لم تكن للجيش اللبناني ، ومنع تحويل لبنان إلى مستودعات للصواريخ الإيرانية ، من خلال تدابير يتخذها الروس في سوريا مثلا والمجتمع الدولي في المياه الدولية
وأما الوجود العسكري الدولي في لبنان ، من خلال قوات الأمم المتحدة ، فمن لا يريده عليه ان يبدأ بطرد القوات الدولية من الجنوب ، ومن الجولان السوري المحتل ، وان يتوقف عن تقبل مساعدات هذه القوات التنموية والاجتماعية والثقافية لبلدات الجنوب وسكانه ، نقطة من أول السطر .