الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عربياً.. زيارات وعلاقات محورها الصفقات

إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعدد من الدول العربية الخليجية هي زيارة باتت توصف بالناجحة على مختلف الصعد، ومن منظور ثبات السياسة الخارجية الفرنسية نحو دول الخليج العربي والمنطقة، يعتبر صناع القرار في دول المجلس ذلك أمراً حيوياً للإستقرار الإقليمي بالدرجة الأولى.

وعلى الصعيد الثنائي بين كل بلد عربي خليجي وفرنسا، جاءت الزيارة المهمة، لتعزز من الأبعاد الإستراتيجية والمتنوعة لعلاقة هاتيك الدول مع باريس، ففي هذه المرحلة الدقيقة بالذات، تحتاج المنطقة العربية إلى الصداقات والمواقف الثابتة التي لا لبس بها.

والمواقف الإيجابية الواضحة والثابتة مطلب مهم لكل دولة تريد التوافق أو الإتفاق مع دولة أخرى، و قد أكد الرئيس الفرنسي ماكرون خلال وجوده في الإليزيه أنه يولي أهمية مطلقة لعلاقة بلاده مع دول الخليج العربي، لاسيما السعودية والإمارات، وما مطالبته علناً بإشراك دول المنطقة في مفاوضات فيينا مع إيران ببعيدة عن الأذهان والذاكرة.

بل إن الرئيس الفرنسي ماكرون‬⁩ أكدها مجدداً للصحفيين الذين رافقوه في رحلته الخليجية بقوله دون تردد: ⁦‪من وجهة نظر فرنسا عدم إشراك دول الخليج العربي في مفاوضات النمسا المستأنفة لن تصل لإتفاق جديد وملزم مع إيران في المدى القريب

وبدون أدنى شك، فإن التقارب بالمواقف بين دول الخليج العربي وفرنسا، هو محاولة من الجانب الغربي الأوروبي لإغتنام الفرصة ولعب دور محوري، وتقديم باريس خطاباً مقروناً بالأفعال، قوامه أنها صادقة في علاقتها مع عواصم المنطقة، ولن تتخلى عن الإلتزام بكل بنود الشراكة والتعاون، وبالتالي يتم ترجمة ذلك على الأرض، بصفقات عسكرية سعودية إماراتية مع فرنسا، وإتفاقيات إقتصادية مهمة وغير مسبوقة.

ولطالما عبر المسؤولون الفرنسيون عن رغبتهم في تخفيف التوترات بالمنطقة، وحين يتحدثون عن السعودية على سبيل المثال يصفونها باللاعب الرئيسي ⁦‪في‬⁩ المنطقة والحوار الدائم معها أولوية، وأما الإمارات فإنها ذلك الشريك الإستراتيجي المهم والقادر على خلق بيئة السلام من خلال دورها الريادي والبناء.

ومن يراقب الأحداث في عالمنا المعاصر، يجد بأن النموذج الخليجي العربي الناجح أصبح وجهة مفضلة لزعماء الشرق والغرب، فالإستثمار الكبير في الإنسان، والذي تقوم بها السعودية والإمارات، جعل الرئيس الفرنسي يشيد بكل ما تشهده الإمارات من نقلات نوعية جبارة ولن يكون آخرها معرض إكسبو دبي ٢٠٢٠ ، وأما السعودية التي أطلق ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان قبل مبادرات الشرق الأوسط الأخضر وغيرها، فإنها كانت على موعد مع تبني فرنسا لهكذا مبادرات و نيتها للشراكة في هذه المجالات.

وخلاصة القول تأخذ المتابع نحو الإيجابية، فالتطور الاقتصادي والسياسي والمجتمعي حالة تراكمية، و السير نحو المستقبل بخطى متأنية ومدروسة، أمرٌ محمود العواقب، لأن قادة الخليج العربي يعملون على رفع سوية الشراكات، بلغة عصرية تخدم مصالح الناس، وتجعل من هذه المنطقة العربية المؤثرة، مكاناً مفضلاً وقادراً على جسر الهوة بين المسافات الجغرافية، كون العالم بحد ذاته أضحى قرية صغيرة، بكل ما تعنيه هذه الكلمة .