الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

علم لبنان في دمشق.. والوزراء الذين أكل القط لسانهم

‏إن وجود العلَم اللبناني في إجتماعات وزراء عون مع وزراء الأسد أو عدم وجوده أمر واحد، فلا النظام السوري سيعترف في يوم من الأيام بالكيان اللبناني ولا الوفد اللبناني على شاكلة الوزراء الأفاضل يفقهون الرسالة المقصودة من الأسديين.

فأي من أعضاء الوفد العوني أصلاً لم ينتبه أصلا لغياب علَم بلاده، فالسورنة طاغية على تفكيرهم وهم بالأساس يمثلون الخط السوري داخل النظام اللبناني، وليس العكس وهم خدم لمحتل فارسي يخضع البلدين لإرادته.

وارتفاع مستوى التواصل الرسمي بين لبنان و سوريا من قنوات الامن الى زيارات وزارية علنيّة تمهيداً ربما لزيارة رئاسية يجعل الرابح هو نظام بشار الاسد القاتل والذي تسعى ايران للحفاظ عليه كإستثمار سياسي والخاسر هي الدولة اللبنانية، وها هي جمهورية حزب الله تكتمل، بحيث يُحكم الحزب سيطرته على السياسات الخارجية والدفاع والإتصالات والطاقة والمصارف والموانئ والحدود، وبالله عليكم. هل يوجد دولة بالعالم فيها ميليشيا مسلحة تدير الدولة.

فكما تفعل ميليشيا حزب الله في لبنان، يفعل النظام العوني المهيمن التابع لها الأفاعيل بمواطنيه، فكيف يسمح رئيس الجمهورية بأن تَستخدم إيران لبنان كمقرّ وممرّ لكل مؤامرتها؟ الجواب معروف، إن عون جزءً من التركيبة الإيرانية في لبنان، والكلام عن انتصار ايران على اميركا التي أجبرتها الخضوع الى كسر العقوبات ونقل الغاز والكهرباء من مصر والاردن الى لبنان كلام خطأ لأن ما يحصل هو تنفيذ ارادة عربية أردنية مصرية لمساعدة لبنان مع الحصول على اذن اميركي مرحلي، وخضعت له ايران لانها غير قادرة على ادارة شعوب محتلّة بدون خدمات، وغير ذلك يذهب الإحتلال الإيراني في لبنان نحو مرحلة المعادلات المقلوبة، التي تتمثل بالتعاون غير المباشر مع الأمريكي

‏ولعل صمت القوى المسيحيّة وحتى الكنيسة على سياسة الرئيس عون الذي سلخ لبنان عن واقعه العربي وعن الشرعية الدولية يضع المسيحيين في كيس واحد والتمايز عنه والمطالبة باستقالته والعمل على تنفيذها يمثل بداية طريق الخلاص للبنان ولكل شعبه.

‏وقد اختار الرئيس عون الوقوف في وجه ارادة اميركية عربية في ١٩٨٩ و‏النتيجة كانت كارثيّة على لبنان وقد اختار الرئيس عون في ٢٠١٦ الوصول الى بعبدا بعضلات ايران وبدون اعتراض احد لمواجهة العرب واميركا بحجة الحقوق المسيحية والنتيجة ايضا كارثيّة
‏ويتبيّن ان حزب الله و من خلفه ايران نمر من ورق والمراجل على السوريين والعراقيين واليمنيين واللبنانيين فقط والخضوع لشروط اميركا، ولبنان بدون غاز وكهرباء بسبب الممانعة والحرب ضد العرب واميركا.

‏قمّة خسارة حزب الله في دخوله الاسواق التجارية النفطية وغيرها، أنه تحول من حزب رافع لشعار تحرير القدس دفاعاً عن الحقوق العربية والاسلامية وصانع سياسات المنطقة الى تاجر شنطة يتنافس مع التجار على التخزين والبيع، وبالفعل هذا هو لبنان، طاحون المشاريع الكبرى، لأن وقائع الأمور تدلل على مسار يختلف عن الشائعات، فحزب الله مأزوم وأزمته تكمن في حوار عربي إيراني، وتفاهمات ربما تغير سياق الأمور .