الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عن عون وأعوانه والذين يعانون في لبنان

باتت الكلمة الأكثر تداولاً في لبنان ، هي قول اللبناني لأخيه ( الله يكون بالعون .. والله يخلصنا من عون ) ، وهي عبارة لا تحمل في مفرداتها الدعاء فقط ، بل تشرح حالة الغضب الشديد داخل صفوف المواطنين تجاه ميشال عون رئيس الجمهورية

كما أن إطلالة عون تشعرك بأنه ( ضارب اللبنانيين مانية أنه رئيسهم ) فهو متعجرف ومتكبر ومتعالي لدرجة مقرفة ، و يتهم شعبه و يخونه بعد أن فجر حياتهم ودمر عيشتهم وجعلهم يتمنون الخلاص منه ومن ممن يخدمونه ويخدمهم

وقصة من يخدمونه هنا مرتبطة بحكام قصر بعبدا الحقيقيين ، فالعارفون والمطلعون يقولون : وضع عون الصحي و كبر سنه جعل سليم جريصاتي مستشاره الحاكم الفعلي في القصر الجمهوري بالتشاور طبعاً مع رئيس الظل جبران باسيل

وهناك من يتفق معي في كل هذا الكلام ويضيف عليه أن عون وأعوانه مجرد واجهة لنفوذ إيران و حزب الله عميل إيران في لبنان ، وأن الضرب بالميت حرام كما يقال في المثل ، فعون لا يحكم إنما يُحكم من قبل نصر الله و السفير الإيراني في بيروت

و داخل البيت الماروني السياسي والديني يواجه عون هذه الأيام رفضاً غير مسبوق ، فرأس الكنسية المسيحية المارونية في لبنان الكاردينال الراعي أعلنها صراحة أن الدولة مختطفة وأن الرئاسة معطلة ، وأن خيارات هذا الرئيس المسيحي كارثية

و الأحزاب السياسية التقليدية المسيحية المارونية باتت تعلن مواقفها حيال عون ، فالقوات اللبنانية تطالب علناً بإستقالته ، وكذلك يطالب حزب الكتائب برئاسة آل الجميل ، وأما تيار المردة فرنجية فإن بينه وبين عون ما صنع الحداد ، وبينه وبين صهره باسيل خلاف كبير عجز نصر الله شخصياً عن إنهائه فبات يستثمره

و قائد الجيش اللبناني الماروني هو أيضاً العماد جوزف عون ، أعلن موقفه خلال الساعات الماضية ، وبات لا يخفي حنقه من تصرفات عون ولو تلميحاً ، و في الوقت أيد مطالب الشارع الجائع في لبنان

والشارع هنا قصة بحد ذاته ، فاللبناني يرى عون أسوء رئيس في تاريخ الجمهورية ، ويعتبره مصيبة موجودة في البلد ، وكارثة لايمكن التعامل معها إلا بخروجه من قصر بعبدا ، لأن عهده المشؤوم كلف لبنان مختلف أنواع الدمار والخراب

وعربياً يعيش عون عزلة كاملة ، فلا القادة يتصلون بها ، والسفراء العرب في بيروت يتجنبون رؤيته ، ويحاولون قدر المستطاع مساعدة لبنان بعيداً عنه ، لأنه طرف في الأزمة ، وأي طرف ، فهو المعطل لكل شيء حتى يرضى باسيل صهره

وغربياً مع أن عون الرئيس المسيحي الوحيد لدولة عربية ، يرى القادة الأوربيون والغربيون عموماً أن عون غير مؤهل لحكم لبنان ، وأنه جزء أصيل من مشهد عبث إيران في لبنان و تدميرها لمقدرات هذا البلد المهم في الشرق

ليبقى السؤال الأهم : متى يرحل عون ويريح لبنان من عهده القوي بحسب أتباعه ، الضعيف بحسب اللبنانيين المعذبين ؟ ، الجواب على ذلك سيراه لبنان في قادم الأيام ، والأيام هنا حبلى بالمفاجآت.