الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عهد العجائب السبع في لبنان

إن خروج بعض العونيين وبكل وقاحة في وسائل الإعلام مطالبين بالتمديد للرئيس ميشال عون ليس ضرباً من الجنون أو إنفصال عن الواقع ، بل خليط من المصلحة المشتركة بين منتفعين يودون أن يكمل العهد الفاشل مسيرته في تدمير لبنان

وكأنهم يقولون لأهل لبنان : مددوا لميشال عون فإن تفجير مرفأ بيروت الشهير والكارثي في عهده لايكفي ، والمطلوب إستكمال المسيرة العونية بتفجير المطار – لا قدر الله – و السدود ومحطات المياه والكهرباء إن وجدت

مددوا لميشال عون حتى تطمر نتائج التحقيق في إنفجار المرفأ في ركام الزمن ، ولايعلم اللبناني من فجر ؟ ولماذا حصل التفجير ؟ ومن يقف ورائه ؟ ولمصلحة من يتم التستر على الفاعلين والموردين ؟ و من قتل ويقتل الشهود على هذه الكارثة الكبيرة غير المسبوقة

مددوا لميشال عون حتى تفقد الليرة في لبنان كل قيمتها ، و يصبح الإقتصاد أثراً بعد عين ، و يصير حال اللبنانيين أسوء من حال السوريين ، و يشرع العهد في توزيع بطاقات ذكية على الناس كي يحصلوا على الخبز والزيت والأرز

مددوا لميشال عون حتى يقاطع الشرق والغرب لبنان ، و يصبح وزير الخارجية في أي حكومة لبنانية ” كشاش حمام ” لا يستقبله أحد ، و لا يتصل به أي مسؤول عربي أو غربي ، و لكي تسحب الدول سفرائها من لبنان ، وتصبح السفارات في بيروت متاحف شاهدة على الحقبة العونية المريرة

مددوا لميشال عون كي تصبح السياحة من لبنان خيالاً يصعب تصديقه ، و تصبح المعالم الأثرية في لبنان خاوية على عروشها ، و الفنادق مغلقة و ووسط بيروت الذي بناه رفيق الحريري عبارة عن شارع ذكريات لزمن جميل مضى

مددوا لميشال عون حتى تصبح المشافي عاجزة عن تأمين أدنى متطلبات العلاج لمريض الزكام فضلاً عن الأمراض الأخرى ، و يهاجر الأطباء إلى دول أخرى ، و الدواء مفقوداً وكأنه لم يكن من قبل

مددوا لميشال عون حتى يعبد في لبنان طريق جهنم التي تحدث عنها ، وتصبح عملية تشكيل الحكومة ترفاً لا داعي له ، و الوزراء والوزارات أموراً لا تلزم و لا حاجة للناس بها

مددوا لميشال عون حتى يخصب حزب الله اليورانيوم في ضاحية بيروت الجنوبية ، و يخزن السلاح الإيراني علناً في شوارع المدن ، و يأخد الخوات والآتاوت من المواطنين بصفته الحاكم الفعلي للدولة

مددوا لميشال عون حتى يخرج اللبناني من بيته مطالباً بتنصيب الصهر البار جبران باسيل رئيساً للجمهورية ، و أقرباء الرئيس و المقربين منه أسرة حاكمة ، وكأن لبنان إمارة عونية يتوارثها الأبناء من الآباء إلى أن يشاء الله

مددوا لميشال عون فالرجل لديه مشروع يريد أن يكمله ، و يطمح لترسيم حسن نصر الله مرشداً عاماً للبلاد على نمط علي خامنئي ، و يلغى دور الجيش اللبناني ويستبدل بالحرس الثوري العوني

مددوا لميشال عون حتى يصدر مرسوماً بحل قوى الأمن و يستعيض عنها بالباسيج الباسيلي الذي يعتقل من يريد متى يريد ، و يشرع في الإعدامات الميدانية على غرار ما يجري في إيران

مددوا لميشال عون فقد كان عهده عهد الرخاء والإستقرار في لبنان ، وشر دليل على ذلك أنه وفي عهده الميمون لم تبنى عمارة ، ولم ينجز مشروع ، و لم يحصل اللبناني على قوت يومه

مددوا لميشال عون فإن عهده هو عهد العجائب السبع والعشر و العشرين في الكوارث التي لا تنتهي ، والمصائب التي لا تتوقف ، والحرائق بدون سبب ، والجرائم التي ترتكب كل لحظة .