الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

فقط في لبنان!

 

‏يقول البعض: إنه فقط في لبنان الشرعية تنقلب على الشرعية ، وجماعة السلطة تتظاهر وميليشيا تنافس المؤسسات العسكرية والسارقون ينادون بالشفافية وحكّام يتباكون وقضاء البلاد كالقضاء والقدر

أما ميلشيا حزب الله‬⁩ فإنها ترقص على رماد ما تبقى من الجمهورية اللبنانية ، بعدما أقامت جمهوريتها المعروفة ، وبعد ما ضربت البنك والمستشفى والمدرسة ، واليوم تريد منهم أن ينقضّوا على العدلية

‏وبانتظار إنتهاء مفاوضات العودة إلى الملف النووي بين الاميركان والايرانيين يوضع ⁧‫لبنان‬⁩ في تنويم مغناطيسي ، بحيث يستفيد من هذه المرحلة ⁧حزب الله‬⁩ ، بصفتها الذراع الإيرانية الأخطر

فالحزب الذي يعيد خلط أوراقه ، يستبيح البلد من خلال تموضعه داخليا ، بعد قطع أوصال شبكاته إقليميا ودوليا ، وفي المقابل لذلك ينصرف طاقم الحكم الفاسد لحركات بهلوانية بحيث تنقلب الشرعية على الشرعية فتتحول لميليشيا عبثية

وها هو ميشال عون اليوم على رأس الجمهورية اللبنانية يعيد الكرّة ويغلّب منطق سلاح ميليشيا حزب الله ومجموعات تياره الوطني الحرّ على منطق الدولة والشرعية بل ويقّوض المؤسسات ويفككها لصالح الدويلة الفارسية

حيث الميليشيات التي تستعد لإعلان دولتها على امتداد الوطن وعلى أنقاض دولة لبنان الكبير ، هي مدعومة بشكل أو بآخر من هذا العهد البائس الذي جمع كل صفات العداء لشعب لبنان على مدى سنوات

‏وبسبب غطاء رئيس الجمهورية ميشال عون لسلاح حزب الله غير الشرعي ، وصل لبنان إلى ما وصل إليه و اليوم في صلب الإنهيار والناس تئن من الإفلاس والبطالة والجوع وخسرت ودائعها ومدخراتها المطلوب هو رحيل عون وزمرته فوراً

فقد بات دين لبنان أكثر من مئة مليار دولار واستشرى الفساد ، و لايزال القصر الجمهوري يستنزف خزينة الدولة كل يوم نتيجة طلبات المستشارين التي لا تنتهي ، وملذات المقربين التي لا تتوقف ، وحتى المصاريف التي لا تتحملها الدولة في لبنان ، يتم في هذه الأيام زيادتها كون الطاسة ضايعة كما يقول المثل العامي

‏وحتّى موعد آخر وحتّى تقديم مطالعات علمية مثبتة بدراسات من أكثر من جهة خارجية وداخلية ، تبدو مواقف الأطراف في لبنان ، ولا سيّما المارونية السياسية ، مدفوعة بحسابات انتخابات رئاسة الجمهورية

‏ولأن ما حقّقه ويحققه حزب الله منذ انتخابه واخرين لميشال عون رئيساً للجمهورية عام 2016 وحتى إشعار آخر ، هو فحوى التأكيد للّبنانيين جميعاً، وللموارنة في لبنان خصوصاً أنّ حسن نصر الله هو صانع الملوك وهو الناخب الرئاسي الأوّل

وبمحاولة إرضاء ميلشيا حزب الله من كيس لبنان واللبنانيين ، تظهر الفجوة الكبيرة بين منطق المبادرات وآلية التسويات والصفقات ، وفي الوقت نفسه هناك من يرافق هذا وذاك ، من باب التلاعب ليس إلا بمصائر الناس ، والخلاصة أن الثقة بساسة لبنان مستحيلة .