الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان الأمس.. لبنان اليوم

‏بما أن الإصلاح الحقيقي يتطلب التفريق بين المحاسبة السياسية والمساءلة القضائية ، فإنه وبمقابل ذلك عدم التمييز بينهما يؤدي الى ديكتاتورية إنتقامية لا إلى ديموقراطية شفافة ، فالسياسات يحاسَب أصحابها بتداول السلطة والانتخابات ، اما المساءلة القانونية فتتم على ارتكابات جرمية لا على اختلاف النظرة الى السياسات

وتفقير الناس وتجويعهم ليست قضايا ترتبط بنتيجة الخلافات السياسية او السياسات الخاطئة ، إنها وبدون أدنى شك تعتبر وتعد ارتكابات جرمية وجماعية ، و الحساب يجب أن يكون عسيراً بحق فاعليها ومرتكبيها

‏ولقد قامت القيامة في لبنان من قبل على إنتخابات نيابية مبكرة ، وبإنفجار المرفأ ومسؤولية السلطة الفاضحة والواضحة لم يتجرأ أحد منهم على أن يقدم إستقالته

و طرابلس اليوم تقع والسلطة تشاهد ذلك الوقوع على طريقة نيرون ، لأن ممارساتهم كانت ولا تزال ضد شعب جائع ومنكوب ، والرئيس عون يتحدث وكأن البلد مستقر و مزدهر و خروج الناس غير مبرر في إطار سلطوي مقيت قدم به عون نفسه على مدى سنوات مضت من حكمه الفاشل

‏وحتى عبارة الرئيس الفرنسي ⁦‪من أن النظام اللبناني بمأزق بسبب الحلف بين الفساد والترهيب هي إشارة فاضحة للسمعة السيئة للحكام الفاسدين وحماتهم جماعة الميليشيا المسلحة

وعليه وبناء على ما تقدم ، فإن رحيل هؤلاء الفاسدين طوعا هو من سابع المستحيلات لذا فإن إسقاطهم وتجريدهم من وظائفهم بات هو المطلوب وبإلحاح ، كون البلد لا يعاني فقط ، بل إن البلد منهار ومدمر ومواطنوه ضاقوا ذرعاً بكل رذائل السلطة

وأولهم الرئيس الفاسد والمفسد الاول هو و صهره وتياره والمقصود طبعاً ميشال عون ، وللاسف أحزاب فاسدة لا تزال تغطيهم و تضع الف خط احمر على اسقاطهم ، وحتى المرجعيات الروحية تفعل ذلك علنا وسراً

‏وكلما إقترب لبنان من إستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية سيشهد حملات مسعورة من قبل مهووسين سلطة وكرسي تجاه موارنة مرشحين منافسين ، واللافت أن هؤلاء الطامحين كلما تهجموا إنزلقوا أكثر وتورطوا

ومن الآخر يقولها الجميع وباللبناني : رئيس دمية بيد ⁧‫حسن نصرالله‬⁩ لن ينجح في مهمته ونقطة عالسطر ، وهذا مثال حي على تصرفات ميشال عون وعهده الفاشل الذي أحرق الحرث والنسل وجعل من لبنان أضحوكة بين دول العرب والغرب والعالم

وهناك ما هو أعظم وأسوء من ذلك ، ألا وهو أمل العونيين وحزب الله بالتمديد لعون ، أو الإتيان بالصهر باسيل وبالتالي نحن أمام مصيبة متعددة الأوجه ، وسيناريو خبيث كتبته إيران ليخرجه حزب الله و يكون التيار العوني فيه مجرد كومبارس في المشهد المقبل على لبنان .