بما أن الإصلاح الحقيقي يتطلب التفريق بين المحاسبة السياسية والمساءلة القضائية ، فإنه وبمقابل ذلك عدم التمييز بينهما يؤدي الى ديكتاتورية إنتقامية لا إلى ديموقراطية شفافة ، فالسياسات يحاسَب أصحابها بتداول السلطة والانتخابات ، اما المساءلة القانونية فتتم على ارتكابات جرمية لا على اختلاف النظرة الى السياسات
وتفقير الناس وتجويعهم ليست قضايا ترتبط بنتيجة الخلافات السياسية او السياسات الخاطئة ، إنها وبدون أدنى شك تعتبر وتعد ارتكابات جرمية وجماعية ، و الحساب يجب أن يكون عسيراً بحق فاعليها ومرتكبيها
ولقد قامت القيامة في لبنان من قبل على إنتخابات نيابية مبكرة ، وبإنفجار المرفأ ومسؤولية السلطة الفاضحة والواضحة لم يتجرأ أحد منهم على أن يقدم إستقالته
و طرابلس اليوم تقع والسلطة تشاهد ذلك الوقوع على طريقة نيرون ، لأن ممارساتهم كانت ولا تزال ضد شعب جائع ومنكوب ، والرئيس عون يتحدث وكأن البلد مستقر و مزدهر و خروج الناس غير مبرر في إطار سلطوي مقيت قدم به عون نفسه على مدى سنوات مضت من حكمه الفاشل
وحتى عبارة الرئيس الفرنسي من أن النظام اللبناني بمأزق بسبب الحلف بين الفساد والترهيب هي إشارة فاضحة للسمعة السيئة للحكام الفاسدين وحماتهم جماعة الميليشيا المسلحة
وعليه وبناء على ما تقدم ، فإن رحيل هؤلاء الفاسدين طوعا هو من سابع المستحيلات لذا فإن إسقاطهم وتجريدهم من وظائفهم بات هو المطلوب وبإلحاح ، كون البلد لا يعاني فقط ، بل إن البلد منهار ومدمر ومواطنوه ضاقوا ذرعاً بكل رذائل السلطة
وأولهم الرئيس الفاسد والمفسد الاول هو و صهره وتياره والمقصود طبعاً ميشال عون ، وللاسف أحزاب فاسدة لا تزال تغطيهم و تضع الف خط احمر على اسقاطهم ، وحتى المرجعيات الروحية تفعل ذلك علنا وسراً
وكلما إقترب لبنان من إستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية سيشهد حملات مسعورة من قبل مهووسين سلطة وكرسي تجاه موارنة مرشحين منافسين ، واللافت أن هؤلاء الطامحين كلما تهجموا إنزلقوا أكثر وتورطوا
ومن الآخر يقولها الجميع وباللبناني : رئيس دمية بيد حسن نصرالله لن ينجح في مهمته ونقطة عالسطر ، وهذا مثال حي على تصرفات ميشال عون وعهده الفاشل الذي أحرق الحرث والنسل وجعل من لبنان أضحوكة بين دول العرب والغرب والعالم
وهناك ما هو أعظم وأسوء من ذلك ، ألا وهو أمل العونيين وحزب الله بالتمديد لعون ، أو الإتيان بالصهر باسيل وبالتالي نحن أمام مصيبة متعددة الأوجه ، وسيناريو خبيث كتبته إيران ليخرجه حزب الله و يكون التيار العوني فيه مجرد كومبارس في المشهد المقبل على لبنان .