لا يختلف العقلاء على أن لبنان كان وسيظل بلداً عربياً مميزاً ، لأنه واحة الثقافة ، وجنة التعايش و فندق العرب ومشفى الشرق ، وجامعة العلوم ، و الدولة التي عاصرت الحروب فخرجت منها ، و أعلنت الإعمار فطبقته واقعاً حياً على يد رفيق الحريري رحمه الله
ولكن حزب الله لم يعجبه ذلك ، وبعبارة أصح إيران لم ترد ذلك ، فجعلت لبنان مسرحاً لإرهابها ، وقتلت رفيق الحريري وخيرة رجال الدولة والإعلام والكلمة الحرة في لبنان ، وأمرت حزب الله أن يعلن الحرب على الشعب اللبناني
فالشباب الذي يرسله الحزب للموت في سوريا والعراق واليمن ، هو شباب لبناني ، لا ناقة له ولا جمل في حروب الولي الفقيه الطائفية ، ليعود هذا الشباب جثثاً هامدة ، ويدفن بصمت ، و تبقى الأحزان مستمرة ، والدولة ضعيفة والبلد محطم
ومع مجيء الأزمة الإقتصادية الخانقة ، وتفشي فيروس كورونا ، وإنطلاق الهبة الشعبية في لبنان ، وإنفجار مرفأ بيروت ، ظهر للعلن دعم حزب الله وإيران من خلفه لهذه السلطة الفاسدة المفسدة ، بزعامة ميشال عون
سلطة جوعت لبنان وأفقرت شعبه ، وغطت على جميع الصفقات المشبوهة ، حتى باتت الليرة اللبنانية في الدرك الأسفل من العملات مقارنة مع الدولار الأمريكي ، و الآن يبحث اللبنانيون عن لقمة العيش فلا يجدونها
و إيران تلعب بالوقت الضائع وتحاول إبرام المعاهدات مع الغرب وأمريكا ، و تقديم الهدايا الثمينة من بوابة بيروت وغيرها من العواصم العربية التي تحتلها ، وحزب الله ينفذ كل ما أُمر به ، كعميل يطبق كلام أسياده بحذافيره
والسؤال هنا : ماذنب لبنان كي يدفع ثمن هذا الخراب والتخريب ؟ ماذنب شعب لبنان حتى يجوع ويتم إفقاره أو إجباره على ترك بلده ؟ ما علاقة لبنان بمحور تسميه طهران محور المقاومة والممانعة ؟
الجواب أو الأجوبة ماثلة أمام العقلاء ، فالشعب اللبناني شعب مسالم ، ويريد العيش الكريم ، ولا علاقة له بكل هذه الحروب التائهة والمخربة للأوطان ، و الحياد الذي من المفترض أن يكون في لبنان ليس مبادرة مهمة للبطريرك فحسب ، بل هو نهج سياسي يتوجب تطبيقه في لبنان بأسرع ما يمكن
وإذ يعيش الحزب المسلح حبيس مغامراته ، ويود أخذ لبنان رهينة ، ينكشف الأمر برمته على مؤامرة داخلية ، تريد منع الناس من قول الكلمة الفصل وتقرير مصير بلدهم ، فلبنان عوقب ويعاقب بفضل سوء حزب الله وسلاحه غير الشرعي
ولا سبيل لخلاص لبنان أو تدارك ما فات إلا بنزع سريع و فوري لسلاح حزب الله غير الشرعي ، والممتنع عن ذلك من الساسة ليس سياسياً بل عبد خانع خاضع لترهيب حزب الله والمنظومة الحاكمة الفاسدة .