الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان.. وحزن ميقاتي

إن حزن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بسبب إدخال حزب الله‬⁩ النفط الايراني إلى ⁧‫لبنان‬⁩ وانتهاكه للسيادة لزوم ما لا يلزم، فالمواطن يحزن، أما المسؤول فمطلوب منه أن يفعل، يبادر، يبتكر وحتى يعاقب.

رئيس الحكومة من المفترض أنه يدير الدولة ويمنع أي مساس بسيادتها ويحرص على تطبيق القوانين، لكن حزنه واسفه يؤكدان أن حكومته محكومة من الميليشيا واللعب بات على المكشوف، فمن خلال هذه الحكومة جدد الطاقم الحاكم حضوره ووجوده داخل الفساد وتعمّقت منظمة حزب الله في الدولة ونسج الحكم جداراً فاصلاً بينه وبين الناس وسيسعى للتموضع بأحضان النظام السوري الذي ينشط بواسطة وكلائه بزرع الودائع من نواب ووزراء في تركيبة الدولة، ليُكتب علينا من جديد قدر حماية الكيان اللبناني، و صونه من الفرس و العملاء التابعين لهم.

ولعل مفاسد الحكم الحالي في لبنان تذهب بخيارات البلد نحو الضياع الكلي القائم على معادلات المخربين النوعيين الذين يلعبون دور الواجهة لأسيادهم الطائفيين الذين يجهرون بعمالتهم لإيران، وحتى ‏البيان الوزاري المرتقب لحكومة ميقاتي يسترضي حزب الله بالاقرار بوجود اراض محتلة وبحق المواطنين في المقاومة على حد الزعم والإدعاء، مما يؤكد ان الحكومة بمثابة مجلس بلدية لبنان الكبير بينما القرار السياسي بيد إيران.

‏أعلنت حكومة الرئيس ميقاتي من خلال صمتها مضمون البيان الوزاري، فمهما جهدت في التوصل الى مخارج لفظيّة، تبقى هي حكومة لا تجرؤ على معارضة ما يقوم به حزب الله من تجاوزات نفطية على الحدود وغيرها، وانتظار بيانها الوزاري من قبل اي مكوّن سياسي خطأ كبير كون معارضتها هي عين الصواب في هذا التوقيت الخطير وغير المفيد لبلد مثل لبنان الإستسلام لأطماع إيران فيه كون الإجماع الوطني كفيل بمواجهة الأطماع.

التعامل مع حكومة الرئيس ميقاتي لا يحتمل الرمادي، أو بعبارة أوضح التعامل يجب أن يكون على قاعدة امّا المشاركة وامّا المعارضة، لا يحمل لبنان بعد الذي يشهده كل يوم وخاصة استقدام النفط الايراني تحت أعين الرئيس ميقاتي أنصاف الحلول والمخرجات.

‏والاندفاع الاهلي نحو الانتخابات في لبنان مضحك، إمّا أن هذه الجمعيات المندفعة لا تعرف لبنان وإمّا أن هناك اجهزة مخابرات عالمية تديرها لتوجيهها نحو عناوين والانحراف عن عناوين اخرى مثل سلاح حزب الله.

‏إن الانتخابات النيابية في لبنان كذبة في ظل الاحتلال الايراني، بل هي كذبة كبيرة في كل شيء لأن الإحتلال الذي كرس معادلات الخراب، سيأتي بالمخربين ضمن سياقات جديدة ليكملوا المهام.