الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لولا رفيق الحريري .. لما كان هناك وطن إسمه لبنان بعد الحرب الأهلية

تبيّن لمن يرى خطاب الرئيس المكلف ورد عون عبر القصر الجمهوري ونواب تياره ، وتصريحات نواب المستقبل والاشتراكي والقوات ومسؤوليهم أن المشكلة بالنسبة لكل هؤلاء هي من يكون الرئيس المقبل

وبالنسبة لحجم كل منهم في الحكومة المقبلة إذا تشكلت ، فإن سلاح ميليشيات حزب الله والاحتلال الايراني تفصيل لا يذكر ، فلغة الانانيات والمصالح مجرد عقم سياسي مدمّر

وحتى القاتل الحقيقي للشهيد رفيق الحريري ، لم يعد المعنيون يتحدثون عنه ، يمرون على ذكر الجريمة مرور الكرام وكأنها جريمة عادية ، بينما هي جريمة العصر التي غيرت حاضر لبنان ومستقبله ، و جعلت منه دولة فاشلة

وفي سياق رفع العتب ، يقول المعني بذلك ، سليم عياش يجب أن يتم تسليمه ، دون ذكر المجرم الحقيقي الذي رعى الجريمة ، وخطط لها ، ودون ذكر ميليشيا حزب الله التي تدربت بأمر إيران على إرتكاب جريمة قتل أشرف إنسان في تاريخ لبنان رفيق لبنان كله رفيق الحريري رحمه الله

وكأن المتحدث يقول : كان هناك خلاف شخصي بين سليم عياش و رفيق الحريري ، وربما ذهب أبعد من ذلك ، و ما عياش هذا إلا مجرد أجير حقير ، يخدم أسياده في إيران ، و لا يستبعد أنه قتل لقمان سليم قبل أيام وسيقتل غيره لا سمح الله

مع أن الوطني الحق ، و التابع الحقيقي لإرث رفيق الحريري رحمه الله ، لايساوم على دمه ، ولايضع يده بيد قاتليه ، وكما يقول المثل العامي المصري الشهير : مقدرش على الحمار يتشطر على البردعة ، وهذا حال السياسي السني الأول في لبنان ، ترك حزب الله وجرائمه بل وتحالف معه ، وراح يعدد للناس خطايا عون الذي هو مجرد بيدق بيد حسن نصر الله

ومن سخرية المشهد السياسي في لبنان أن المنجزات التي حققها رفيق الحريري للبنان كله لا يزالون يتغنون بها ، و لكن ينسبونها لأنفسهم ، مع أنه لولا رفيق الحريري لما كان هناك بلد إسمه لبنان بعد الحرب الأهلية

والذين إغتالوا رفيق الحريري أحرار وطلقاء ، بل بعض أولياء الدم للشهيد الكبير ، باتوا يرون فيهم حلفاء حقيقيين ، مع العلم أن حزب الله لا يضحي أبداً بتحالفه مع عون لأنه يمثل له الغطاء الماروني الذي يستر به عورته ، أما الغطاء السني فإنه أمر حصل عليه منذ زمن

وفي الآخر لا بد لكل من تآمر على رفيق الحريري يوماً أن يتآمر على لبنان ، و من قتل الحريري قتل الفرح في لبنان وقتل الأمل في نفوس اللبنانيين جميعاً ، فرفيق كان للجميع وكان يساعد الجميع وكان يرفع من مفهوم المواطنة ويرفض المحاصصة

وفي نهاية المطاف يعرف اللبنانيون من بنى وعمر ومن خرب ودمر ، و لاتزال الساحة بحاجة لعودة الرجل الذي ينقذ لبنان ، و مؤخراً بات الغالب يدرك بأنه بهاء الدين رفيق الحريري ، الرجل الذي رباه من ربى رفيق الحريري ، والرجل العصامي الناجح والهادئ القادر على إحقاق الحق ، ونزع سلاح حزب الله غير الشرعي .