الفرنسيون على مستوى السلطة لا تخلوا أحاديثهم من ذكر الوضع في لبنان ، والرئيس الفرنسي قبل أيام تحدث في خلوة للصحفيين في الإليزيه عن موقفه من ساسة لبنان ، ومن عملية تشكيل الحكومة المتعثرة
والمبادرة الفرنسية وأي مبادرة أخرى ، لن تؤدي الى استقرار سياسي مستدام وانتعاش اقتصادي وحلول اجتماعية في لبنان ، ما لم تتخلَّ عن المساومة مع ايران وحزب الله على حساب سيادة الدولة وحق الشعب في تقرير مصيره
فالمبادرة الفرنسية التي تكون في شكلها ومضمونها عبارة عن تسوية مع ايران وتعيد انتاج صفقة التسوية الداخلية مع حزب الله مصيرها الفشل و لن يقبل بها أي لبناني عاقل ، لأنها تورث البلد المزيد من الإنهيار والدمار
واللبنانيون مدعوّون الى التحلّي بالوعي وبُعد النظر ، من أجل التصدّي لأي سياسة داخلية أو خارجية ترفع شعار الاستقرار والحلول الاقتصادية للبنان ، وتخفي صفقات دولية واقليمية خصوصاً فرنسية مع إيران
فلبنان لن يكون منقذاً لاقتصاد ماكرون وشركاته في ايران، ولن يكون ضحية سعيه لولاية جديدة ، لأن لبنان دولة متعبة من طبيعة الفساد السلطوي والتآمر الخارجي والإحتلال الإيراني
وعلى الفرنسيين وغير الفرنسيين ان يفهموا بأن اللبنانيين لا يريدون حكومة بل يريدون دولة ، وأنهم لا يريدون تسوية بل يريدون حلاً جذرياً ، ولا يريدون صفقة بل يريدون دستوراً يطبق إتفاق الطائف ، ولا يريد اللبناني مساعدات بل يريد اقتصاداً قوياً
وكذلك لا يريد اللبنانييون في بلدهم استسلاماً لإيران بل يريدون سلاماً لا يجعلهم في خصومة مع العرب ، ولا يريدون شهود زور بل يريدون أصدقاء شرفاء ، يحمون لبنان بمواقفهم وتضامنهم معه من أجل سحب سلاح حزب الله غير الشرعي
وكيف يحق للرئيس ماكرون ان يتحدث عن فشل المجتمع المدني والثوّار العزّل في ايجاد بديل عن السلطة في لبنان ، وهو الذي فشل في تطبيق القرار ١٧٠١ بالوف العسكريين والدبابات والطائرات وحق الفيتو
ليت الرئيس ماكرون يحرّر عسكرييه في الجنوب من إذلال حزب الله قبل اغداق مواعظه على اللبنانيين الاحرار ، لأن ثوار لبنان على العهد في تغيير نمط سلوك السلطة الفاسدة في بلدهم ، بل إقتلاعها من جذورها حتى ينعموا لبلد مستقر و آمن
وبأي مبادرة فرنسية أو غير تجاه لبنان يجب أن تؤخذ تلك المطالب بعين الإعتبار ، وعلى قاعدة ثلاثية الثورة الفرنسية الشهيرة ، حرية ومساواة وأخوّة ، وليس على قاعدة : توتال و ايرباص وبيجو ، في مقابل التغاضي عن ثلاثية حزب الله المدمرة : شعب وجيش ومقاومة .