الخميس 15 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تبدلت قواعد اللعبة في التعاطي مع حزب الله؟

 

إن قواعد اللعبة الدولية تبدلت بشكل ملحوظ من حيث التعاطي مع ⁧‫ميلشيا حزب الله‬⁩ ، فما كان متاحًا سابقاً لم يعد يصلح اليوم ، وهل يكون التعامل مع هذه المنظمة على اعتبارها ميليشيا إيرانية أم لبنانية تشغلّها ايران؟

تلك هي أبرز المتغيرات في المناخ السياسي الدولي الذي ينظر إلى لبنان ، وقد تحولت ميلشيا حزب الله في لبنان إلى وضع يشبه وضعية الحشد الشعبي في العراق ، ولا بد هنا من تحديد هويتها كما يقول الغربيون حتى تتحدد الأطر الواجب إعتمادها في المواجهة لها

وكون ميلشيا حزب الله تعي تسليط الأضواء عليها هذه الأيام ، لاسيما التدقيق حول كل كبيرة وصغيرة تقوم بها في لبنان ، فليس من المستغرب أن تنشر وكالة إخبارية مهمة ومنتشرة مثل رويتزر هذا التقرير المفصل على الأمر الغذائي الخاص بميليشيات حزب الله ومصدره

‏وبعض من هم في لبنان ومن خلال التسرع في فتح معارك جانبية ، ينسون أن رئاسة الجمهورية في البلد ، باتت معاقبة من قبل الأسرة الدولية ، وأن الرئيسميشال عون لا يحظى بأصدقاء رؤساء يودون التواصل معه

وسُذّج من يتعاقدون مع الإيراني بغية بيع لبنان بأرخص الأثمان ، وبتوقيت تصفية الحسابات هم مخطئون وخارجون عن إطار المألوف ، ومتهورون بالتهجم على الجيش اللبناني كرمى لعيون حزب الله وهو الركن الاخير في دولة إنهارت فيها كل مؤسساتها

وبعكس سنة الـ ٧٥ حيث إنهار الجيش فانهارت معه الدولة بكل تفاصيلها بينما اليوم إنهار كل شيء باستثناء الجيش اللبناني ، ولذا فإن هذا النزق يعزز من سطوة حرب الله ويعينه على ممارسات المزيد من الحيف بحق لبنان

ولبنان مريض من سنوات ، وقد دخل العناية الفائقة منذ خطيئة التسوية وهو يحتضر ، وعملياً الحل يكون برحيل أطراف التسوية مجتمعين ، وواهمٌ من يعتقد أن أي طرف من أطراف التسوية يستطيع المساعدة في العلاج لانه ببساطة هو أساس العلة

ومن الظلم إستخدام عبارة أطباء على من سرقوا ونهبوا البلاد والعباد ، فلبنان اليوم لا يمر بأزمة فقط بل يعيش في أتون صراع كبير بين الدولة ومنطق اللادولة وهو منطق يريدها حزب الله نهجاً متبعاً في البلد

والأسوء الحاصل في لبنان اليوم ، هو أن السلطة لا ترفض الحلول فقط بل تنسب المشكلات إلى الآخرين وتهرب نحو الأمام ، وكأنها تمن على لبنان وشعبه في كل شيء ، وتطالب الجميع أن يبادر وهي جالسة مكانها

وعلق الكثيرون آمالاً من قبل على التحركات الفرنسية فثبت فشلها ، و تمنى آخرون أن تشرق شمس الحل اللبناني من دول أخرى ، فتبين للجميع العكس ، فمتى يعي الغالبية أن الحل بيد شعب لبنان وحده

هذا الشعب له الكثير من السوابق التي قالت بأعلى الصوت أن التغيير الحقيقي والمدروس والجذري حكر على أصحاب الوجع وأصحابه هنا كل الشعب اللبناني ، لأنهم هم أنفسهم من يعيشون النكبة بكل تفاصيلها نتيجة هذه السلطة العابثة .