الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تنعكس المصالحة الخليجية على لبنان؟

دول الخليج العربي لا سيما السعودية والإمارات وقطر لها علاقات سياسية و إقتصادية بلبنان ، والسعودية تحديداً كونها الدولة التي رعت إتفاق الطائف قدمت للبنان الكثير على مدى عقود مضت ، و الاستقرار السياسي والإقتصادي الذي تحقق في لبنان بعد إنتهاء الحرب الأهلية كان لدول الخليج العربي الفضل الاكبر فيه

وهنا يبرز السؤال الأهم بعد إعلان الأطراف الخليجية عن توقيع بيان مصالحة يطوي صفحات الخلاف بين الأشقاء ، هل يستفيد لبنان من هذه المصالحة ؟ وهل ينعكس ذلك إيجاباً على بلد تربطه علاقات ممتازة في الماضي بأغلب هذه الدول الخليجية العربية المهمة ؟

ربما يكون الجواب حتى الساعة متشعباً في دلالاته ، غير واضح في معطياته لكن الأكيد أن دول الخليج العربي غالباً تستشعر الخطر المحدق بها وبلبنان والمنطقة نتيجة بقاء السلاح بيد ميلشيات حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران ، وبيان العلا الذي صدر في نهاية القمة خير دليل على ذلك

فالبيان الهام وفي إطار إشارته للأزمة السورية ذكر حزب الله بالإسم ، حين أعرب المجلس الأعلى للقمة ويضم طبعاً قادة الخليج العربي عن إدانته للتواجد الإيراني في سوريا ، وضرورة طرد تلك القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها ، و في مقدمتها ميلشيا حزب الله القادمة من لبنان

وتصنف أغلب دول الخليج العربي حزب الله منظمة إرهابية وتتماهى مع الموقف الدولي في ضرورة عدم إشراك هذه المنظمة الإرهابية في الحياة السياسية في لبنان أو أي تشكيل حكومي معترف به دولياً ، ولطالما أكدت الرياض بأن مكافحة الفساد والهدر و التوقف عن تدمير لبنان ، كلها أمور تتطلب وبسرعة مواجهة حزب الله ونزع سلاحه غير الشرعي

وقد عانت دول الخليج العربي بشكل كبير من إرهاب حزب الله و خلاياه النائمة واليقظة في عدد من هاتيك الدول ، وعمل حسن نصر الله شخصياً على زعزعة أمن البحرين إبان الحراك غير السلمي المدعوم من إيران قبل سنوات ، و تدخلت وقتها قوات درع الجزيرة لردع تلك التصرفات غير المسؤولة

أما الكويت فإنها لا تتوقف عن إعلاناتها المرتبطة بإلقاء القبض على خلايا إرهابية تابعة لحزب الله شهرياً ، و خلية العبدلي الشهيرة خير دليل على ذلك ، وكثير من عناصر حزب الله تم ترحيلهم من البحرين والكويت سابقاً وحتى سجنهم ، نتيجة تآمرهم على تلك البلدان الخليجية الآمنة

والسعودية لاحقت وتلاحق كل أنشطة حزب الله على أراضيها ، و ذكرت في بيانات متعددة أن العلاقة بين حزب الله و الحوثيين في اليمن تتركز حول محاولات إستهداف السعودية بصواريخ و مسيرات ، الهدف من إطلاقها قصف المواقع المدنية في المملكة ، وقد ذكر التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن أن عناصر من حزب الله ينشطون في اليمن إلى جانب ميلشيا الحوثي الإنقلابية

ومصر كذلك رصدت سابقاً وترصد علاقة مميزة بين حزب الله وجماعة الإخوان المحظورة ، و السلطات المصرية تمتنع عن التعاطي مع حزب الله ، وحتى سفيرها في بيروت يرفض مقابلة أي مسؤول سياسي يتبع لحزب الله حتى لوكان وزيراً أو نائباً في البرلمان ، و قد تعامل المصريون مع الحزب كمنظمة خارجة عن القانون لايمكن أبداً الوثوق بها

والخلاصة أن المصالحة الخليجية لا تخدم أجندة إيران ، و بالتالي لن ترضي ميلشيات إيران الإرهابية في المنطقة ، وحزب الله على رأس تلك الميلشيات التي تعتبر نفسها متضررة من المصالحة الخليجية ، ولبنان الدولة والمجتمع سيكون مستفيداً من هذا المصالحة في مقبل الأيام .