السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل لقاء انطاليا سينجي كييف من السقوط؟

اللقاء الحدث المنتظر اليوم في أنقرة بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف، والاوكراني ديميتري كوليبا في انطاليا على هامش المنتدى السياسي، ربما قد يغير في المعادلات والمساعي القائمة لحل الأزمة في اوكرانيا.

فالرئيس التركي رجب الطيب اردوغان تمكن من إحراز خرق ديبلوماسي بعد اتصالات حثيثة أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولودومير زيلنسكي، وتمكن من خرق جدار الحرب بين الدولتين، اقله في خطوة متقدمة وناجحة في بادئ الامر.

واعتبرت مصادر دبلوماسية أوروبية ان هذا اللقاء على مستوى وزراء الخارجية كان ثمرة الوساطة التركية التي قادها اردوغان، والتي توسعت لتشمل اتصالات مع دول أخرى في الاتحاد والناتو.

وبحسب مراقبين في الشأن الدولي، فإن المسعى التركي، له دلالات مهمة واساسية بحيث تريد انقره عبر نجاح هذا اللقاء أن تظهر للدول الأوروبية وأميركا، انه بإمكانها أن تلعب دورا رئيسيا واكبر في تقريب وجهات النظر بين الطرفين المتنازعين، كما تحاول فرض ذاتها كدولة محورية على أبواب اوروبا.

وسط هذه المخاوف الأوروبية من اندلاع حرب ثالثة في ألقارة الشقراء، استبعد المتخصص في الشؤون الفرنسية والدولية المحامي كارول سابا “اندلاع حرب او ان يحصل هذا الامر، لأن الاطراف المعنية في هذا الصراع تفاهموا على خطوط حمر، لا يمكن تخطيها، وأهمها ان لا مجابهة ولا احتكاك بين الروس والاطلسي، وأن لا حظر جوي في اوكرانيا من الأطلسي ضد روسيا، وهذا يعني ضمنا السماح للجانب الروسي، او عدم منعه من إنهاء عمليته وتحقيق أهدافه”.

سابا يؤكد لموقع “صوت بيروت انترناشيونال” أن الصعوبة في التفاوض اليوم، هي ان المفاوضات تجري بين أطراف ثلات، روسيا، اوروبا، وواشنطن، أي الأطلسي. وبالتالي الكل يعي حدود اللعبة.

فالمعادلة الجديدة التي تربك الجميع هي الرعب النووي، وإمكانية التدحرج سريعا الى مجابهة قاتلة قد تطال الجميع، وهذا الامر فهمه الطرفان، ما يفسر ان لا حظر جوي في اوكرانيا ضد الروس”.

وعن احتمال التوصل الى تفاهمات وتحالفات جديدة بين روسيا والاتحاد الاوروبي، يقول المحامي سابا “قبل الحرب كانت هناك مخاوف وأخطار و”مطالب” من قبل الطرفين. فروس ّيا تريد تحييد نظام الحكم في أوكرانيا ومنعها من العسكرة النوعية والنووية والتقليدية والتحول إلى قاعدة ُمتقدمة للأطلسي، في حين ان الأوروبيون كانت لديهم مخاوف من القوة الروسية وأخطارها على الأمن والاستقرار في أوروبا.

اليوم هناك “أمر واقع”: أولاً الحرب حصلت، وثانياً الحرب رسمت على أرض الواقع، من خلال منطق القوة.

لذلك نجد أن ترجمة هذا الأمر سيتم من خلال تفاهمات واتفاقات جديدة للأمن والاستقرار في أوروبا، وهذا ما يحصل تحديداً.

وإذ اعتبر ان” لبوتين اهداف عسكرية ثلاث. أولا، ضم أقاليم ومدن منطقة شرق أوكرانيا حيث العنصر الروسي هو السائد وجعله على تواصل مع العمق الروسي، وثانيا، السيطرة على كل مدن الساحل الأوكراني من مدينة ماريوبول في الشرق إلى مدينة أوديسا في الغرب الساحلي الأوكراني وهذا يمكن الرئيس بوتين من فك ال ِخناق عن شبه جزيرة القرم حيث القواعد البحرية الروسية، والسيطرة على كل المداخل البحرية في بحر أزوف شرقا إلى البحر الأسود غربا، مما يعزل أوكرانيا عن البحار.

اما الهدف الثالث هو محاصرة كييف من دون الدخول إليها، وخصوصاً عزلها في مناطق جنوب غرب كييف ما يمنع الإمدادات الغربية عنها.

وقال: “ان هذه الأهداف هي عسكرية، ولكن تصبح أوراق سياسية اليوم للمفاوضة على نظام تحييد الحكم في أوكرانيا. فبعد أكثر من عشرة أيام على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، أعتقد ان الرئيس بوتين وصل إلى تحقيق الأهداف الثلاثة”.

توازياً، يجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي في فرساي اليوم بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبحث تطورات الأوضاع في اوكرانيا على وقع فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا.

فالجانب الاوروبي، وفق مصادر ديبلوماسية في فرنسا منقسم بين فريق مؤيد لفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا وحشرها، وبين فريق معارض للفكرة نظرا للتداعيات التي ستنجم عن هذا الامر والتي ستطال دولا أوروبية عدة يرتكز اقتصادها على الغاز والنفط من روسيا.

ففي حين ان فرنسا تدعم المساعي الديبلوماسية ويؤيديها عدد من الدول الاوروبية، فإن الولايات المتحدة تسعى إلى دفع الاوروبيين التخلي عن الطاقة الروسية، واتخاذ موقف كالولايات المتحدة عبر فرض حظر على واردات الطاقة.

اشارة اخيرة الى ان عدداً كبيراً من دول الاتحاد يعتمد على الغاز والنفط من روسيا، كذلك الامر فإن الطاقة الروسية أساسية لإمدادات العالم النفطية.