الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

‏"المشهد اليوم": الطبقة الحاكمة في استرخاء مزمن... وانفجار المرفأ ‏نحو التدويل

لا يزال استرخاء الطبقة الحاكمة إلى حد الشلل في مفاصل الدولة ‏تفرضه هذه الطبقة على السلطة بقوة التعطيل والسلبطة، حتى بات ‏المركب اللبناني يسير بغير هدى تتلاطمه أمواج الأزمة، بينما ربابنته ‏تحوّلوا إلى قراصنة خلف دفة المسؤولية يمتهنون قطع كل حبل نجاة ‏يلوح في الأفق.‏

هذا وغادر المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل إلى بلاده بعدما ‏أعيته حجج المعطلين وذرائع المعرقلين وقلّة حيلة المؤلّفين، أمهلهم ‏حتى نهاية الشهر وسيضع خلال الساعات المقبلة الرئيس إيمانويل ‏ماكرون في حصيلة زيارته اللبنانية، في وقت ستكون “الخيارات ‏اللبنانية” ظهر اليوم أيضاً على طاولة التقاطعات الفرنسية – الأميركية ‏خلال اجتماع ماكرون بوزير الخارجية مايك بومبيو عشية انطلاق ‏الأخير في جولة شرق أوسطية.‏

وتشير التوقعات إلى أن يثير بومبيو مع ماكرون جدوى سياسة العقوبات ‏التي تفرضها الولايات المتحدة على عدد من السياسيين اللبنانيين ‏المتهمين بالفساد وتعطيل مشروع الإصلاح وقيام الدولة في لبنان.‏

وفي المقابل،لا تزال باريس تراهن على إمكانية إحداث كوة في جدار ‏الأزمة اللبنانية من دون اللجوء إلى فرض عقوبات فرنسية وأوروبية، ‏اذ ان تسعى على مستوى الملف الحكومي إلى استنفاد كل الخيارات ‏المتاحة لحث المسؤولين اللبنانيين على التأليف، لكنها قد تلجأ في حال ‏استمرار تسويف التحقيقات وتمييع المسؤوليات الرسمية وغير الرسمية ‏في قضية انفجار المرفأ إلى “تدويل” التحقيق لضمان كشف المسؤولين ‏بشفافية مطابقة لمعايير العدالة والمحاسبة الدولية.‏

إذاً العِقَد ما زالت على حالها، والخرق العملي الوحيد، ربما، كان ‏اتصال كسر الجليد بين الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس “التيار ‏الوطني الحر” جبران باسيل بمبادرة من دوريل، اعتقاداً منه انّ ‏الاتصال سيفتح باب الحلحلة، فيما المشكلة ليست بالتواصل، إنما ‏بالشروط التي يضعها باسيل.‏

‏ وسيضع دوريل اليوم على طاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ‏خلاصة جولته الاستطلاعية في بيروت، لكي يبني على الشيء ‏مقتضاه، ويقرّر في ضوء هذا التقرير، الخطوة التالية المتصلة ‏بالمؤتمر الذي كان ينوي عقده، او مجيئه إلى لبنان، في محاولة ‏شخصية منه لكسر الجمود الحكومي. ولكن، لا مؤشرات إلى حماسة ‏باريس للدعوة إلى مؤتمر لمساعدة لبنان، طالما انّ الحكومة لم تتألّف، ‏فضلاً عن انّ العنوان الأساس لزيارة دوريل لم يكن العقوبات ولا ‏غيرها، إنما تأكيد التلازم بين التأليف وبين انعقاد المؤتمر، من منطلق ‏انّ إقرار اي مساعدات يستدعي وجود حكومة، كما انّ اعلان ماكرون ‏عن المؤتمر حصل كخطوة في سياق اتفاق متكامل، وليس كخطوة ‏معزولة في الزمان والمكان.‏