بما أن منطق الاستسلام لميليشيا حزب الله في لبنان ووفقاً لإبداعات منظومة التسوية الفاسدة والتنازلات المستمرة فشل في تلافي الانقسام والشرخ على المستوى الوطني ، فإن البديل هو إسقاط هؤلاء جميعاً ، كونهم ينتمون لفكر واحد هو التبعية لحزب الله وإيران
وفي إطار حماية الامن الاجتماعي والاقتصادي في لبنان الآن ، يطرح السؤال التالي : أليس من الأفضل أن يكون الانقسام على اساس الخيارات الاستراتيجية مع العرب بدل ان يكون الإنقسام بشكله ومضمونه على اساس محاصصات السرقة ومواقع السلطة ؟
والخراب هو الجواب الماثل للعيان بعيد تفرد هؤلاء بسلطة لا يملكون من أمرها إلا ما يتوجب عليهم تنفيذه وفقاً لأوامر حزب الله و إيران ، فالمعطيات تشير أن من تنازل مرة يتنازل كل مرة ، ويسمي التنازلات لجمهوره ، مواقف وطنية حريصة على العيش المشترك
ومشكلة منظومة التسوية المدمرة مع حزب الله في لبنان ، أنها كمنظومة لم تتعلّم من التجارب في الماضي ، وهي كمنظومة ساقطة مستمرة في الرهان والمقامرة السياسية الاقليمية والدولية القائمة على تبدل السياسات الاميركية تجاه ايران
وبدل اعتماد استراتجية لشراكة لبنانية عربية ، للتكامل والتنسيق بين لبنان كبلد عربي مع كل من السعودية ومصر والامارات بصفتها البلدان العربية الأكثر دعماً للبنان على مدى سنوات مضت ، يعمد أصحاب التنازلات في لبنان إلى تمتين أواصر العلاقات بينهم وبين المحتل الايراني
والكلام في هذا التوقيت عن احتمالية الذهاب الى مؤتمر تأسيسي في لبنان كلام خطير جدّاً ، لأن الذين يقولونه يعرفون ما يقولون ، ولأن تجاوز إتفاق الطائف نحو أي صيغة جديدة في ظلّ سلاح حزب الله سيأتي بصيغة لمصلحة حزب الله و فريقه ، لأن هذا الإحتمال قد يدخل لبنان الى العنف مجدداً ، والعقلاء في لبنان يتوجب عليهم التمسّك بالدستور و الطائف
والمواجهة اليوم مع حزب الله وسلاحه يجب أن لا تغفل إسقاط الرئيس عون ، لأنه رمز الغطاء الشرعي من موقعه كـ رئيس لسلاح حزب الله ، ومعارضته من باب الصلاحيات ، او الدفاع عنه لانه فقط ماروني أمور لا تخدم لبنان ولا ترفع عنه وصاية ايران
فالرئيس عون بشهادة العارفين به يحتمي بحزب الله لمواجهة العقوبات الاميركية ، و خصومه في الداخل
كتيار المستقبل والاشتراكي وأمل يتعايشون مع حزب الله لضرورات مايسمونه السلم الأهلي وجزء وازن من الثورة ألغى مسألة المطالبة بنزع السلاح غير الشرعي من أدبياته ، وللاسف هكذا اصبح حزب الله مهندس السياسة اللبنانية
ويعطّل سلاح حزب الله كما يعلم الجميع الحياة السياسية في لبنان ، و إمساكه بتفاصيل الحياة السياسية
يمنع امكانية قيام حكومة في البلد الاّ بتوقيت ايراني ، والسجالات الداخلية هي مجرّد تفاصيل ، فلبنان وطن أسير ، ووصاية ايران عليه ، تعطل فرص نجاح اي مبادرة وطنية .