الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مشاورات الحريري.. أي معطى جديد؟

على وقع بدء مفاوضات ترسيم الحدود، تتهيّأ الأجواء لجولة رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري التي تبدأ اليوم على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظلّ عدم وضوح في الجوّ السياسي العام، فيما يشتفّ منه إمّا تأرجح فعلي في المواقف، او مسرحية تنقلب في خلالها المواقف بما لا يشكّل قطعا مع التصلّب السابق فيها.

وفي هذا الاطار تشير مصادر سياسية مطلعة لـ”صوت بيروت انترناشونال”، الى ان بعبدا تنتظر الحريري للاستماع الى ما لديه، بعدما أعطاه عون موعدا اثر اتصال سريع، أبلغه فيه الحريري وجود مبادرة متكاملة.

وتشير المصادر الى أن الحريري الذي سيعود ليحطّ في عين التينة، سيقوم بالتوازي بجولة اتصالات وصفت بـ”الداخلية”، مع ابناء البيت الواحد، رؤساء الحكومات السابقة من جهة، وكوادر المستقبل من جهة أخرى، بالاضافة الى جولة اتصالات مع القوى السياسية الأخرى.

وتلفت المصادر تصلّب في موقف القوات اللبنانية تجاه ترشيح الحريري. فالقوات اعلنت مرارا، تمسكها بحكومة من الاختصاصيين بعيدة عن السياسة. فيما لم يسجّل بعد اي خرق على خط اتصالات معراب-بيت الوسط.

بالمقابل حدّد التيار الوطني الحر وفقا لمصادره، مجموعة قواعد سيتعامل على اساسها مع مبادرة الحريري. واذ اعربت مصادر التيار عن الاستعداد لمناقشة حكومة تكنوسياسية، اكدت رفض حكومة اختصاصيين برئاسة سياسي.

من ناحية أخرى، تشير مصادر سياسية مطلعة على موقف الثنائي الشيعي، الى أن الثنائي لن يعطي لأحد ما رفض اعطاءه لمصطفى أديب، بمعنى أن الثنائي متمسك بحقيبة المالية من جهة، وبتسمية الوزراء من جهة أخرى.

ويشكل موقف الثنائي، لاسيما من ناحية التشديد على مبدأ التسمية، محفّزا لموقف التيار الوطني الحر.

ولكن وفي الوقت عينه، يشكّل التبدّل من رفض تام للحريري، الى امكان القبول بتسميته بشروط تحوّلا كبيرا لدى التيار. كذلك الامر بالنسبة لموقف الحريري نفسه، الذي اصرّ فور اعتذار اديب على أنه غير مرشّح لرئاسة الحكومة، ليعود فيقول انه مرشح طبيعي، لا هذا فحسب بل وصاحب مبادرة متكاملة يسوّق لها.

فهل تكون هذه التحولات في المواقف بداية حلحلة داخلية على وقع بدء مفاوضات ترسيم الحدود؟ وهل نشهد ايجابية أكبر في الايام المقبلة؟ وما الذي تغيّر حتى يعود الحريري بعد أن ترك الحكم بنفسه تحت وطأة رفض الشارع وانتفاضته؟ هل من معطى دولي أو اقليمي جديد؟ وعلى اي اساس وخطّة يعود الآن؟ هل من ضمانات في السياسة؟ ماذا عن الضمانات في الاقتصاد؟ كلّها اسئلة تنتظر أن تنجلي أسئلتها في الأيام المقبلة.