الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جبران باسيل وخطاب "الاعتراف"

كأننا نقرأ في كتاب “الاعترافات” للأديب الفرنسي الذائع الصيت “جان جاك روسو”.

رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وأمام خمسة آلاف وخمسمائة من جمهور التيار، والرقم مأحوذ من قدرة القاعة الداخلية في “البيال” والساحة الخارجية على الاستيعاب، القى خطاب “الإعترافات”، على رغم أنه في العادة لا يعترف سياسيًا.

الاعتراف الأول والأبرز : ” نحنا ساهمنا بمنع الاختراق عند الشيعة، وهني ساهموا بمنع حصارنا الانتخابي”

الخطورة في هذا الاعتراف أن التيار الوطني الحر ساهم مع حزب الله في عرقلة وصول مرشحين شيعة تغييريين ، في مقابل أن حزب الله أعطى أصواتًا تفضيلية لمرشحين من التيار لئلا يسقطوا، وهذا بدا واضحًا في دائرة بعبدا وفي دائرة بعلبك الهرمل وفي دائرة البقاع الغربي، وفي دوائر أخرى، وهذا ما يؤكد ما قاله أحد الوزراء السابقين من أن حزب الله أعطى أربعة نواب للتيار وأن طلال ارسلان ووئام وهاب أعطياه ثلاثة نواب.

الاعتراف الثاني أنه ” يمون” على المجلس الدستوري و”يضمن قراراته” ويتدخل علنًا في أعماله حتى قبل ان يبدأ المجلس الدستوري بتلقي الطعون، فيعلن بالفم الملآن :”مع الطعون نتوقع أن نصبح فوق ال 23 نائبًا ( هنا باسيل يدمج بين التكتل والكتلة)، وفي مكان آخر يقول عن الطعون: “نواب التيار اليوم 17 نائبًا ، ورح يزيدوا بالطعون”.

كيف يعرف باسيل أن نواب التيار “رح يزيدوا بالطعون”؟ ألا يستحق هذا الاعتراف أن يكون إخبارًا لجهةِ محاولة التقرير عن المجلس الدستوري؟

الاعتراف الثالث والأخطر دستوريًا، هو إيحاء باسيل بأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيبقى في سدة الرئاسة إلى ما بعد انتهاء ولايته، من خلال قوله: ” هناك نية لعدم تشكيل حكومة وتجاوز الدستور باعتبار الحكومة الحالية حكومة كاملة الصلاحية … انتبهوا، هذا يسقط الدستور ويجعل كل موقع ومؤسسة دستورية قائمة من دون حدود زمنية”.

يعني هذا الاعتراف ان الرئيس، بحسب باسيل، سيبقى في سدة الرئاسة إذا لم تتشكل حكومة جديدة قبل 31 تشرين الاول المقبل ، تاريخ انتهاء الولاية، وبالنسبة إلى باسيل ايضًا ان حكومة تصريف الأعمال لا تملأ الفراغ. هنا يخالف باسيل ما سبق أن أعلنه الرئيس عون من أنه سيترك قصر بعبدا حتى في ظل حكومة تصريف اعمال، فهل هناك توزيع أدوار بين الرئيس والصهر؟

الاعتراف الرابع ان باسيل بدأ استشارات التكليف قبل أوانها، فحدد مَن يريد ومَن يرفض.

الاعتراف الخامس “غلطنا باختيار بعض الذين كلفناهم بمسؤوليات داخل التيار وداخل الدولة، وغلطنا بالآمال الزائدة اللي حطيناها ببعض المواقع وببعض يللي تفاهمنا معهم”.

هناك اعتراف سادس، لكنه لم يرِد في خطاب ال 3200 كلمة، وهو أن باسيل ينطبق عليه الاعتراف الخامس، الآنف الذِكر، لكنه اعتراف من قِبَل الكثير من نواب التيار لجهة “الآمال الزائدة التي وضعوها في رئيس التيار”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال