الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بين عنجر واللقلوق تَغيَّر.. "الفاحِص" فقط

في رُواق المنزل الخشبي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في اللقلوق، غرفة ينتظر فيها ضيوف ” الرئيس ” إلى حين انتهاء موعد مَن سبقهم،وإلى حين حلول موعدهم.

في الخمسة والأربعين يومًا التي استغرقها تشكيل الحكومة الحالية، ازدحمت غرفة الضيوف في اللقلوق، ومعظمهم من
“المستوزِرين” و”المستوزِرات”، وبينهم قضاة في مناصب رفيعة ومحامون وخبراء ماليون وخبيرات.

روى أحدهُم ممَّن تسنَّى له “الإنتظار” في الرواق، ورسِب في الإمتحان، أن ما جرى معه ذكَّره بروايةٍ رُوِيَت على مسامعه، ومفادها أن رئيس جهاز الأمن والأستطلاع في القوات العربية السورية اللواء غازي كنعان، كان يعتمد ” الآلية” ذاتها: جَعْل المستوزرين ينتظرون، لقياس منسوب صبرهم وتحملهم، ثم عند بدء الموعِد يبدأ الإمتحان، أما النتيجة فيأخذها المُمْتَحَن من وسائل الإعلام على غرار نتائج الإمتحانات الرسمية حيث كانت النتائج تُبث عبر الإذاعة اللبنانية.

الأسئلة في اللقلوق ليست كلاسيكية بل وفق نمط الإمتحانات في الجامعات الأميركية، يُعطى المُمْتَحَن سؤالًا وعدة اجوبة، وعليه ان يختار الجواب الصحيح أو على الاقل الجواب الاقرب إلى الصحة او إلى الدقة وفق المعيار الذي يضعه “الفاحص”، وتتنوَّع الأسئلة، منها ما يكون على صلة مباشرة بالحقيبة المرشَّح إليها المُمْتَحَن،

ومنها لا علاقة له بمادة الإمتحان بل بنظرته الى الاوضاع العامة، ومن خلال الأجوبة يستشف الفاحص سياسة المُمتَحَن.

بالتأكيد الجو في اللقلوق هذه الأيام غير ما كان عليه الجو في عنجر منذ اكثر من ربع قرن ، فرئيس التيار الوطني الحر ليس رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية، اللواء غازي كنعان، ابو يعرب، ولاحقًا وأخيرًا اللواء رستم غزالة، ابو عبدو، اللذين توفيا في “ظروف غامضة”، لكن الإمتحان امتحان، فإما يُكرَم المرء او يُهان، بصورة أوضح : إما يُقال له ” مبروك معالي الوزير” وإما يعود إلى منزله ويضيف فصلًا إلى مذكراته.

وإذا ما شعر الفاحِص بأن المُمتَحَن يمكن ان يمر فإنه يشترط عليه أن يكون بين فريقه مستشارون أو مساعدون يسميهم له رئيس التيار، على غرار ما حصل في وزارة الخارجية حيث أن مديرة مكتب باسيل ، حين كان وزيرًا للخارجية، باسكال دحروج، عادت تظهر في الصورة في اجتماعات وزير الخارجية الجديد عبدالله بو حبيب.

كُثرٌ من الذين امتُحِنوا في اللقلوق

“ظهرت” وجوههم في الصورة التذكارية على الدرج الأثري في قصر بعبدا حيث تُتَّخذ الصورة التذكارية للحكومات الجديدة.
والمفارقة ان مَن ليس في الصورة هو الأكثر حضورًا فيها: جبران باسيل.

وثمة معلومات مؤكدة ان بعض مَن “حجُّوا” إلى اللقلوق إنما فعلوا ذلك بتشجيعٍ من مرجعٍ حكوميٍ كان يقول لكلٍ منهم:”إطلَع واترك الباقي عليي”.

حين ستتهاوى الوعود الحكومية، وعدًا تِلو الآخر، سيكتشِف”مستوزرو اللقلوق” ان الإصلاح لا يمر فيها.