الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله يُهدِّد أجهزة الدولة.. والأميركيين

لم يتحمَّل حزب الله ما أدلى به رئيس المجلس التنفيذي فيه السيد هاشم صفي الدين تجاه الأجهزة الرسمية في الدولة “والأميركيين فيها” ( على حدّ تعبيره )، فحذفه من النص الذي وزَّعه على وسائل الإعلام.

في النص الأصلي، بالصوت والصورة، يقول صفي الدين:

“الأميركان في لبنان يؤثرون أمنيًا وسياسيَا وماليًا واقتصاديًا. الأميركان اقوياء في الدولة اللبنانية، نحن لغاية الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة الأميركية من أجهزة الدولة اللبنانية، لكن إذا جاء يوم وخضنا هذه المعركة،رح يشوف اللبنانيون شي تاني”.

هل من تهديد أقوى من هذا التهديد؟ لكن هذه الفقرة غير موجودة في النص الموزَّع! مع أنها موجودة بالصوت والصورة. لماذا ” محاها ” الحزب؟

هل استشعر خطورتها؟ هل لأنها تُدخِله في مواجهة، ليس مع الأميركيين فقط، بل مع كل الدولة اللبنانية

ركِّزوا على هذه الجملة : ” نحن إلى الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة من أجهزة الدولة اللبنانية، لكن إذا جاء يوم وخضنا هذه المعركة فسيرى اللبنانيون ” شي تاني”.

ما هو ” الشي تاني ” الذي يقصده؟

ما هي “أجهزة الدولة اللبنانية” التي قصدها صفي الدين، ويريد حزب الله إخراج الولايات المتحدة منها؟

إذا أجرينا مسحًا بأجهزة الدولة اللبنانية، فيظهر لنا بعضًا منها وهي:

المؤسسة العسكرية.

مؤسسة قوى الأمن الداخلي.

الأمن العام.

أمن الدولة.

الدفاع المدني.

فكيف يحدد حزب الله ” وجود الولايات المتحدة في هذه الأجهزة”؟ هل هُم عناصر بشرية؟ هل هُم لبنانيون أم أميركيون؟ كيف يخرجهم منها ؟

خطيرُ جدًا ما طرحه صفي الدين، وهو ليس شخصًا عاديًا في حزب الله، بل هو يحمل المسؤولية الرقم 3 بعد الأمين العام ونائب الأمين العام. كان حزب الله في ما مضى يتحدث عن إخراج الولايات المتحدة من الدولة، اليوم يتحدث عن إخراج الولايات المتحدة من ” أجهزة الدولة “، فهل دخل لبنان في التجربة الأفغانية؟ وهل يقوم حزب الله بإخراج كل مَن تعاطى مع الأميركيين؟

الولايات المتحدة الاميركية تقدِّم مساعدات للمؤسسات العسكرية والامنية، فهل هذا التعاون يعتبره حزب الله “وجودًا اميركيًا في الأجهزة، مطلوبٌ إخراجه” ؟

بالتأكيد حزب الله لن يجيب، لكن هل من إجابة من الحكومة وتحديدًا من رئيسها ووزيري الدفاع والداخلية على هذا التهديد الذي يطال أجهزتهم الرسمية؟

على رغم مرور أكثر من أربع وعشرين ساعة على هذا الكلام، فإن رئيس الحكومة ووزيري الداخلية والخارجية، كأن على رؤوسهم الطير، فهل تتكرر وصفة ” الحزن” التي يعتمدها رئيس الحكومة كتعبير عن رفضه لخطوة أو موقف معيَّن من جانب حزب الله؟ وهل بالحزن يعالج مثل هذه الأمور؟