الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

دويلة "حزب الله" تبتلع "الدولة" اللبنانية

تابعوا معنا مسار المازوت الإيراني من إيران إلى لبنان، وحاولوا عبثًا ان تجدوا مكانًا للدولة اللبنانية في هذا المسار:

ينطلق المازوت الإيراني من أحد مرافئ إيران. يصل إلى مرفأ بانياس في سوريا. يُنقَل عبر الصهاريج ويعبر الحدود السورية – اللبنانية عبر معابر غير شرعية. يصل إلى مستودعات شركة ” الأمانة ” التابعة لحزب الله.

مَن يريد شراء مازوتٍ إيراني، يدفع “فريش دولار” لدى “القرض الحسن” ويستحصل على وصْلٍ يقدمه إلى “شركة الامانة للمحروقات”التي تعطيه كمية المازوت وفق ما هو موجود على الوَصْل. الجدير ذكره ان شركة ” الأمانة” لديها 29 محطة محروقات.

هل لحظَ أحدٌ ” ظهور” الدولة اللبنانية في اي محطة من محطات هذا المسار؟

لا اثر للدولة! لا فحص للمازوت قبل إدخاله، وما إذا كان مطابقًا للمواصفات ام لا؟

لا حضور للجمارك من اجل استيفاء الرسوم.

عن اية سيادة يتكلمون؟

لكن العجَب أن مازال هناك في لبنان اشخاصٌ يتعجبون من هكذا أداء!

اليس إدخال المازوت هو جزءٌ من إدخال إيران او دخول إيران إلى لبنان؟

قبله وخلاله دخل الدواء الإيراني وما يزال.

قبله وخلاله دخل السلاح الإيراني إلى لبنان، وما يزال.

قبله وخلاله دخل ” الدولار كاش” إلى لبنان! ألم يقل السيد حسن نصرالله في أحد خطاباته : ” نحن نُدخِل دولارات إلى لبنان” ؟
مَن لا يعترف بعلَّتِه تقتله عِلَّتُه.

المازوت الإيراني تفصيلٌ وفصلٌ صغير من كتاب كبير إسمه ” سيطرة إيران على لبنان ” بغطاء من العهد الحالي ومن الحكومات المتعاقبة : من حكومة الرئيس سعد الحريري إلى حكومة الرئيس حسان دياب وصولًا الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي لم يبادِل إدخال المازوت الإيراني سوى بالحزن.

لا يقتصر تمدد حزب الله على هذه المعطيات، اليس هو مَن وزَّع بطاقات ” سجَّاد ” للمواد الغذائية؟ هذه البطاقات تخوِّل حامليها الاستحصال على المواد الغذائية التي في معظمها مستوردة من إيران.

في المحصِّلة، صار للدويلة:

ترسانة اسلحة، استيراد وتوزيع أدوية ومحروقات ومواد غذائية،مؤسسة “القرض الحسن” التي هي عمليًا ” مصرف مركزي للدويلة ” وكل ذلك بعيدًا عن اعين الدولة، وحتى لو راتها فإنها تدفن راسها في الرمال.

ماذا تحتاج ” الدويلة” إلى غير ذلك لتكون دولة؟

عمليًا لا شيء، فهي في الداخل لا تحتاج سوى إلى غطاء ، وهو متوافر . وفي الخارج بحاجة إلى اعتراف عملي وهو متوافر من خلال اعتراف سوريا وإيران.

أمام كل هذه المعطيات، تقف الحكومة الجديدة، على رأسها الرئيس نجيب ميقاتي، كأنها “شاهد زور” على كل ما يجري، وهي ليس بمقدورها ان تقوم باي مبادرة لأن المبادرة داخلها هي في يد حزب الله الذي يملك فيها الأكثرية، وبمقدوره ساعة يشاء أن يُسقطها.

ولهذا فإن سقف الرئيس ميقاتي في الإعتراض هو “الحزن” الذي لا يُزعِج حزب الله ولا يعرقل له مشاريعه.