الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"عصبة الثائرين"... فيروس "حزب الله" الجديد في العراق وسوريا

في الوقت الذي يتلطى فيه “حزب الله” تحت شعار “تحرير القدس” ينكب في العراق وسوريا على استحداث تنظيمات جديدة، اخرها ما اطلق عليه” عصبة الثائرين” وذلك في محاولة لتجنب الاستهدافات الاميركية المتكررة لاذرع ايران في المنطقة والتي ادت الى خسائر كبيره بين صفوفه.

استهداف الشخصيات السياسية والعسكرية المحسوبة على إيران في العراق، دفعت ايران الى الطلب من مسؤول ملف العراق في” حزب الله” محمد الكوثراني، الى اتخاذ خطوة إنشاء تنظيم “عصبة الثائرين“، اما هدفه فاستهداف المعسكرات الأميركية هناك، حيث نفذ الى الان عدة هجمات، مستخدماً منصات صاروخية، في محاولة لتصعيد المعركة مع الأميركيين دون الدخول في صدام مباشر معهم.

ميليشيا “عصبة الثائرين” متواجدة أيضاً في سوريا حيث يترأسها العراقي “ابو علي”، وهي تتواجد في كل من دير الزور وحلب، ولها مقرات في مدينة البوكمال  وبادية البوكمال وفي بادية الميادين، وفي بلدة بقرص في ريف الميادين، ولهذه الميليشا اهداف عدة داخل سوريا منها حماية الشخصيات التابعة للمحور الايراني التي تتنقل بين العراق وسوريا، وتخزين الصواريخ القادمة من العراق، والتأهب لاية هجمات تطلب منها.

في أوّل بيان له تبنى تنظيم “عصبة الثائرين” الهجمات الصاروخية التي استهدفت “معسكر التاجي” في العراق والتي اسفرت عن مقتل ثلاثة جنود (أميركيّان وبريطاني) وجرح عدد من العاملين في بعثة “التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش”، حيث اكد التنظيم أن العمليات هي الأولى في سياق الرد على اغتيال واشنطن أبو مهدي المهندس، نائب رئيس” هيئة الحشد الشعبي”، وقاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، مشدداً على أن الهجمات ستأخذ “مساراً تصاعديّاً ينتهي بجلاء قوات الاحتلال”.

تبني التنظيم للهجوم الذي تعرضت له قاعدة التاجي، دشن مرحلة جديدة من الصراع الإيراني- الأميركي، وذلك بعدما افلس النظام الإيراني في مشروعه بالعراق وسوريا، الامر الذي دفعه الى اللجوء لانشاء تنظيمات جديدة، لاسيما بعد تحول معظم قياديه في البلدين إلى أمراء حرب همّهم جمع المال، وبعد الاحباط الكبير الذي يتحكم بمقاتليه. فالوضع الصعب الذي تعيشه طهران على المستويين السياسي والعسكري، بعد العقوبات الاميركية القاسية عليها وتراجع قوتها وفشل استراتيجياتها ومقتل اهم قادتها، وتفشي وباء كورونا فيها، وفشل النظام في السيطرة عليه، في وقت لم يعد الخطاب الديني الذي تتبناه قادرا على تهدئة الناس، كل ذلك يدفعها الى التخبط بمليشيات جديدة علها تعود الى الساحات بمزيد من انهار الدماء، املة من ذلك رفع معنويات شعبها المحطمة من خلال اخبار استهداف الاميركيين.

يثبت “حزب الله” ومن خلفه ايران انه فيروس ارهابي يمكنه اختراق النسيج الاجتماعي في دول نهشتها الحروب معتمداً على خلاياه، لذلك لا راحة للعالم ما لم يتم القضاء عليه.