فبعد ان عجز زعرانه عن اسكات صوت الثوار الذي صدح في كل المناطق، ارتاح بري قليلاً عند وصول الفيروس الخطير الى لبنان واتخاذ الحكومة قرار منع التجمعات.
بري المتهم الرئيسي باعاقته بناء نظام جديد في البلد، يحاول بكل ما اوتي من قوة ان يستمر النظام على حاله من دون اي تغيير، لا بل وهو على كرسي مجلس النواب لمدة 28 سنة لم ينجز اي جديد لا على المستوى التشريعي ولا على المستوى الاقتصادي، وبدلا من ذلك رعى النظام الطائفي، فهو عنوان استمرار نظام المحاصصة الطائفية، والمستفيد الاول من فساد السلطة السياسية.
تمكّن بري بقوة زعرانه على الارض من فرض كل ما يحلو له، تحالف مع “حزب الله” على قاعدة السياسة لي والامن لكم، فهو من عبّد الطريق امام “حزب الله” للسيطرة على المشهد الامني في لبنان، غير ابه بارتدادات ذلك على البلد والعزلة التي وصل اليها وما ترافق معها من غياب الدعم والاستثمارات ما ادى الى الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي.
اعتدوا على الثوار بالضرب واطلقوا النار في بعض الأماكن لتفريق المتجمعين، كيف لا ومن نهب مقدرات الدولة يخشى على كرسيه، فنجاح الثورة ومحاكمته امر يرعبه، كونه نهب المليارات عبر مجلس الجنوب، الصندوق الاسود لسرقاته، اضافة الى تعديه على املاك الدولة فهو اكبر محتلي الملك العام في منطقة اليهودية، وفي عدلون تعدياته هي الاكبر على طول الساحل الجنوبي، اضافة الى انه كان شريكاً في مؤسسة جميل ابراهيم التي تركز نشاطها وفق سجلها التجاري على بيع وشراء الاراضي والبناء، وبالتالي شريكا في فندق “الكارلتون” الذي اشترته وبعض العقارات المحيطة به، و بمشروع “دريم بي” السكني في منطقة عين التينة الذي بلغت تكلفته 50 مليون دولار، وشريك في “برج استوريا” وبرج “اتوميوم تاور” في الأشرفية الذي بلغت تكلفته 20 مليون دولار، و”رملة البيضا 3646″ الذي كلف 12 مليون دولار.
فقد اعتاد تعيين اقاربه والمقربين منه في المراكز التي تحلو له في الدولة، لهذا كله التغيير في لبنان هو الاساس لوضع حد لكل زعماء الفساد.
.استطاع بري الملطخة يديه بدماء اللبنانيين والفلسطينيين خلال الحرب الاهلية، ان يستثمر علاقاته مع شبكات تجارة الالماس في سيراليون، ومن الدعم المالي والعسكري الذي وفّره له “حزب الله” وآخرون في تقوية “حركة امل” التي يترأسها والتي فرضت قوانينها بقوة السلاح في عدد من المناطق ذات الغالبية الشيعية، ولكي يبقى محافظا على كرسيه تفادى انتقاد أو إثارة غضب سوريا حين احتلت لبنان، فهو المعروف عنه قدرته على المناورة وتدوير الزوايا ومواقفه الضبابية، من هنا لعب دور الوساطة، وهي ليست الا وسيلة كي يضمن بقاءه في قلب اللعبة السياسية، مطلعا على تفاصيلها، ومن هنا جاءت قدرته الهائلة على فرض ما يحلو له، ففي حال تعطلت مصالحه يتسبب بشلل الحياة السياسية سواء عن طريق البرلمان الذي يرأسه أو من خلال اصدار اوامره الى انصاره بالنزول إلى الشارع، والانقضاض على منتقديه.