الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

‏"المشهد اليوم": التأليف في "حجر التعطيل"... ودوريل فضح العهد ‏وصهره

بدت بيروت باضطرابها مساء امس كانها تعكس الاضطراب المتعدد ‏الاتجاه الذي يتحكم بالواقع الداخلي سواء في ما يتصل بتداعيات ‏الانتشار الوبائي الواسع والخطير الذي املى اللجوء مجددا الى الاقفال ‏العام الذي يبدأ اليوم لأسبوعين عله يخفض المنحنيات والعدادات التي ‏تسجل أرقاما قياسية في الإصابات، او في ما يتصل بالواقع السياسي ‏والشديد التأزم الذي يبدو من المشكوك ان تحدث مهمة الموفد الرئاسي ‏الفرنسي باتريك دوريل اختراقا جادا في جداره. ففي حين كانت ‏بيروت تختنق بزحمة طوابير المغادرين الى مناطقهم عشية بدء سريان ‏الاقفال العام اليوم، كانت الازمة السياسية لا تقل اختناقا عن مشهد ‏الخط الساحلي على اوتوتستراد بيروت جونية شمالا او الخط الساحلي ‏على أوتوستراد بيروت خلدة جنوبا.‏

وبعد مئة يوم على الكارثة الوطنية التي تمثلت في انفجار مرفأ ‏بيروت، مئة يوم من التحقيقات بمشاركة خبرات دولية مهمة، ورغم ‏ذلك لا وضوح بعد ولا محاسبة ولا عدالة”… كعادته اختصر الممثل ‏الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش إجرام الطبقة ‏الحاكمة بتغريدة. كلمة حق في وجه سلطة جائرة قالها كوبيتش بُعيد ‏اجتماعه برئيس الجمهورية ميشال عون مستعرضاً وإياه ملف الترسيم ‏البحري مع إسرائيل، وكذلك المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل ‏لم يتردد في تحميل عون مسؤولية أساسية في عرقلة التأليف ‏والإصلاح، متوجهاً إليه حين التقاه بالقول، “أنتم مسؤولون ونحملكم ‏مسؤولية عدم تشكيل الحكومة بعد”، مضيفاً، “نريد مساعدتكم لكن ‏عليكم أن تساعدوا أنفسكم، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فلن ‏تروا لا مساعدات ولا حتى كيس طحين”.‏

أما رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي أعادت السفيرة ‏الأميركية دوروثي شاي الإضاءة أمس على كونه منغمساً في علاقة ‏مع “حزب الله” تقوم على أساس تغطية الأول لسلاح الثاني مقابل ‏تغطية الثاني لفساد الأول، فخاض في حوار مطوّل أمس مع المبعوث ‏الفرنسي وحاول جاهداً التمظهر أمامه بصورة المسهّل لتأليف الحكومة ‏على أساس مبدأ “وحدة المعايير”، غير أنّ دوريل لم تنطلِ عليه خدعة ‏‏”المعايير” وبادر إلى الرد بوضوح ودون أدنى مواربة على طرح ‏باسيل بالقول: “مسألة المعايير هذه تخفي شروطاً تضعونها لتوزير ‏الموالين والمحاسيب في الحكومة”.‏

ونقل عن دوريل تشديده أمام باسيل على أنّ “المعيار بالنسبة لتعيين ‏الوزراء يجب أن يكون اختصاصهم وليس انتماءهم الحزبي ‏والسياسي”، اضافة إلى أنّ باريس من خلال كلام موفدها الرئاسي ‏أبدت تصميمها على عدم مجاراة الأطراف السياسية في لعبة تشكيل ‏الحكومة التي باتت أشبه بـ”سباق السعادين”.‏